ليس معنى أن النساء الإيذيديات غير مسلمات، أن يصبحن وليمة جنسية لمجرمى داعش، فالإسلام برىء من هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية، ويحفظ كرامة المرأة وحرمتها ومالها وحسدها، أيا كان دينها، ولا يبيح بيعها فى أسواق النخاسة، كما نرى الآن فى مشهد مأساوى يفوق الجاهلية، حيث يقيدن بالسلاسل الحديدية، ويعرضن شبه عاريات أمام الراغبين لمعاينة أجسادهن، بعد فصل البنات البكر وصغيرات السن، عن المتزوجات وكبيرات السن، ويا له من منظر مخيف لوحوش آدمية قبيحة، يسوقون الأسيرات كالقطيع، ويجلدون المعترضات بالكرابيج وأحيانا بالسيوف، وتعددت حالات الانتحار، مثل جيلان «19» عاما، التى فضلت الموت على العبث بجسدها، ونقلت وسائل الإعلام الغربية مأساتها المروعة.
وتُمارس هذه العبودية الجنسية، بمقتضى وثيقة صادرة عن إدارة الفتوى بتنظيم داعش، تبيح الأسر والشراء والبيع وتقديم النساء كهدايا، لتفريغ الشهوات الحيوانية للإرهابيين، ونفس الإدارة هى التى أصدرت فتاوى تبيح جز الرقاب وحرق الأحياء وإغراقهم فى أقفاص داخل أحواض مائية، وتنظم سبى الأسيرات، بعد اقتحام منازلهن وجمع الرجال وقتلهم بالرصاص، وتقول منظمة العفو الدولية فى تقرير بعنوان «الهروب من الجحيم» إن آلاف النساء جرى استهدافهن، ويتم إجبارهن على الاستحمام فى أماكن مكشوفة، وارتداء ملابس عارية كالراقصات، قبل العرض فى البازارات، بهدف كسر النفوس وإلحاق العار بمن يتبقى من ذويهم على قيد الحياة.
الأكثر غرابة هو موقف الغرب الذى يحرص على إرسال الإعلاميين والصحفيين لمسرح الأحداث، ويوثق تلك الجرائم البشعة ويبثها مصورة، ورغم ذلك لا يحرك ساكنا، وكأنه يتسلى بالفرجة على فيلم سينمائى، وبعدها يغلق التلفاز ويغط فى نوم عميق مستمتعا بأحلامه السعيدة، لا يؤنبه ضميره لأنه صانع المأساة ومنشئ داعش، ولا يكلف نفسه بمطالبة مجلس الأمن بإصدار قرار حاسم، بوقف جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجنسية، ضد الإيذيديات المسالمات، اللائى تعرضن عبر التاريخ لأكثر من 27 حملة إبادة مشابهة، دفعتهن إلى الانطواء والعزلة والخوف من الغرباء، وقصرن ديانتهن على أنفسهن، فلا يستطيع أحد دخولها، ويعتقدن أن الطاووس هو الذى سيحكم الأرض، ويخلصهن من الأسر والإبادة والاغتصاب.