لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، والإعلام المصرى ليس مؤمنا، بعض من إعلامنا يشبه إلى حد كبير ثلاثى أضواء المسرح «الضيف وسمير وجورج» فى إسكتش «لو كانوا سألونا» يطلع من نقرة لدحديرة، ومن فخ لفخ والدنيا تشيله وتهبده طاخ طـوخ طيخ طاخ لم يتعلم أحد من الدرس.
لذا واجب عليك أن تتفهم أن «هلاوس» جمال خاشقجى فى مقالاته وتصريحاته وتحريضاته ضد مصر لا تعنى أبدا أن يدخل الإعلام المصرى أو أى كاتب مصرى فى معركة مع المملكة العربية السعودية، لا تسقط مرة أخرى فى هذا الفخ الذى لا نجنى من خلفه سوى فجوات متعددة مع دول المنطقة فى ظرف صعب.
واجه خاشقجى وحده، افضح أكاذيبه، افضح تزييفه للحقائق، ثم اكشف لأهلنا فى السعودية ولمواطنينا فى مصر أن هذا الكاتب يستغل قلمه فى إشعال فتنة بين الرياض والقاهرة.
خاشقجى لا يترك فرصة إلا وتحدث وتدخل فى الشأن المصرى وكأنه وصى على أهلها وحكامها، ثم يقوم بتحوير بعض ما يحدث فى مصر وإعادة تقديمه لأهلنا فى السعودية، وكأنه موقف مصرى ضد المملكة محرضا على إشعال فتنة بين البلدين، وآخر ما فعل كان هجومه غير المبرر على وزير الثقافة المصرى الجديد حلمى النمنم، الذى دخل من قبل فى معركة كتابية أحرج فيها خاشقجى، الذى لم يجد شيئا يكتبه فقرر أن يروج بين السعوديين أن مصر اختارت وزيرا للثقافة له وجهات نظر معادية للوهابية، وكأن خاشقجى قرر أن يكون وصيا على مصر، وقرر أن يصادر الأفكار، وما لم يعرفه خاشقجى أننا هنا ضد التطرف سواء ارتدى ثوب وهابى أو أى ثوب آخر، وإعلان حلمى النمنم موقفه من الوهابية المتطرفة انتصارا لفكرة التنوير والتجديد لا شىء يدفعنا للخجل ولا شىء يليق بكاتب محترم أن يحوله وكأنه موقف مصرى مضاد للمملكة.
جمال خاشقجى، كاتب صحفى سعودى، يمكنك أن تعتبره العراب الصحفى لأنقرة فى المنطقة، يسعى دوما لإشعال فتنة إعلامية بين القاهرة والرياض، يريد أن يوحى للإخوة فى المملكة أن نقدا ووجهة نظر أبداها حلمى النمنم الآن أو فعلها من قبل الأستاذ إبراهيم عيسى هو فى الأصل جزء من حملة على الملك سالمان.
بدأ خاشقجى معركته مبكرا عقب وفاة الملك عبدالله مباشرة، كتب يحذر مصر من أن موقف السعودية سيتغير، ثم كتب يدعو مصر لأن ترضخ وترضى بوجود وصاية ثلاثية مشتركة بين السعودية وأمريكا وتركيا، ثم خالف ما كان يكتبه فى عهد الملك عبدالله، ودعا الملك سالمان إلى ضرورة التخلى عن القاهرة لصالح أنقرة، ثم تجرأ وانتقد القدرات العسكرية لمصر، ورفض دفاع مصر عن نفسها وأبنائها فى ليبيا.
فعل الخاشقجى كل شىء، انتقد مصر وطعن فى رجالها وجيشها، ولم ينتفض إعلام القاهرة فى الرد عليه، ولم يعتبرها أحد هنا فى مصر جزءا من مؤامرة سعودية، نحن فى مصر أعقل من ذلك ندرك أن العلاقة التاريخية بين القاهرة والرياض أعمق وأكثر قوة من أن يهزها قلم لكاتب غير متزن، أو مدفوع، للتعبير عن مشروع يخدم صالح قوى أجنبية فى المنطقة العربية.
خاشقجى لا يحتاج منى أو منك إلى تحليل لكى تفهم أنه كاتب يحركه حقده وغله، خاشقجى فضح نفسه بنفسه، وخلع عن نفسه رداء الصدق، وترك قلمه عاريا ليفهم الناس أنه مجرد ورقة تحركها رياح المصلحة والسلطة، هو دائما رهن الإشارة ليغير رأيه ألف مرة حتى يرضى عنه أهل الحل والعقد، بدليل أنه مع بداية الأزمة اليمنية كتب يقول: «دعوة البعض للجهاد ضد الحوثيين تحريض مقيت، وجهل بأحوال اليمن، وأهله الصابرون فوق برميل بارود، اليمن بحاجة للتهدئة وتقديم السياسة على الحرب». ولأن من مثل خاشقجى لا رأى لهم ولا فكرة يدافعون عنها، تغير موقفه 180 درجة، حينما بدأت السعودية عاصفة الحزم وكتب يقول: «هذه بلادى التى أعرفها، هذا هو الحزم الذى ينقذ المنطقة، اليوم اليمن وغدا سوريا، ومن بعدها سلم ورخاء فى مشرق عربى جديد». أرأيت؟!.. لا تتركوا مثل هؤلاء الذين يبيعون أنفسهم أسرع من حركة الهواء يزرعون بين جنباتكم الفتنة، لا تتركوهم ينشرون الكراهية.
محمد الدسوقى رشدى
من يرعى خطة «خاشقجى» لإشعال الفتنة بين مصر والسعودية؟!
الإثنين، 21 سبتمبر 2015 10:00 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة