لقد كتبت سابقًا وتحدثت معكم عن الفارق الذى لم يميزه كثيرون ما بين حاجز الخوف والاحترام، وذكرت أيضًا أننا منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير أسقطنا النظام وكسرنا حاجز الخوف وكسرنا الاحترام أيضًا، ويبدو أن هناك إصرارًا على نشر الفوضى والانحطاط الأخلاقى بدعوى الحريات. الأمس كانت مباراة القمة، كرة القدم رياضة شعبية فى مصر ولها جمهور كبير من مختلف الأعمار فما كان من الفريق الخاسر فى المباراة سوى قتل الروح الرياضية التى دائمًا نسمع عنها ورفض استلام ميداليات المركز الثانى أيًا كان مبررات الفريق أهذا ما يرغبون أن تتعلمه منهم الأجيال القادمة وعاشقو الفريق حتى الفريق الفائز لم تسلم الأذن وصفحات التواصل الاجتماعى من الابتذال والإسفاف من كثيرين أيضًا.
سوف أترك الكرة المستديرة واسترجع معكم بعض الأحداث القريبة منا التى شاهدناها على الشاشات تلك الشاشات التى واسمحوا لى إن جاز لى التعبير أصيب بعضها بالتوحش فأصبح دائمًا يبحث عن فريسة لينقض عليها ويعلو صوته دون النظر لاعتبارات عدة ومنهم أيضًا من قال وداعًا للمهنية والقدوة والمصلحة العامة وأهلاً بالإعلانات ومتابعى اليوتيوب وفيس بوك الذين تنقلب لهم الحياة وأصبحوا مروجين للشائعات والفضائح والتواصل للابتزاز والتراشق بالألفاظ. وفقدنا معه ميزة التواصل الاجتماعى وأصبحنا نقيم الحياة والأوضاع من خلال هؤلاء علمًا بأنهم لا يتجاوز إعدادهم نسبة تصل إلى أقل من واحد فى المائة مقارنة بعدد سكان مصر لتتداوله الأجيال وتتناقله دون وعى ويتعلموا منهم بداية من (ليس هناك احترام للكبير ولا المسئول بدعوى الحريات تعامل مع مدرسك ومديرك فى المدرسة وحتى والدك كما تشاء) وكأننا تربينا بشكل خاطئ ولا يمنع أن نعلمهم أن يخوضوا فى الأعراض والأمور الشخصية حتى يتفاخر هؤلاء بأنهم النخبة المنظرون المصلحون العالمون بالأمور ومجراها وقد نسوا أن كل منا له خبرة فى أمر ما وإلا ما الداعى أن يكون لنا رئيس وزراء وكل أجهزة الدولة المختلفة ما دام الإعلام والنخبة هم الأدرى والأكثر علمًا وأعطوا لأنفسهم الحق أيضًا فى التوجيه فى كل شىء حتى ملابسك الشخصية وطريقة حديثك وأسلوب تعاملك مع معاونيك وكأنهم منزلون علينا من السماء بدون أخطاء والأغرب أن تجد من يخشاهم وهم كثيرون أيضًا لن ألقى عليهم اللوم وحدهم فرعون لم يكن "فرعون" بذاته ولكن كان حوله هم من أطلقوا له العنان وهناك من كان مغلوبًا على أمره. أنا واحدة من الأجيال الجديدة فى عالم الإعلام وقد ذكرت هذا فى السابق أيضًا بالطبع أبحث عن اكتساب الخبرة كل يوم ولا عيب فى هذا وأحاول جاهدة الحفاظ على المهنية ومراعاة الأخلاق والذوق العام والآداب العامة ولكنى أيضًا حالى حال الكثيرين من جيلى هل يريد النخبة أن نكفر بهذه المهنية؟ ماذا تريدون أن نتعلم منكم؟ لا أعمم ولكنه واقع سوف أظل أكرر فى كل ما أكتبه إننا نقتل القدوة ونسقط الاحترام على الشاشات من برامج ومسلسلات وأفلام نشكو حالنا ومعظمنا عاشق للكسل بإمكاننا الحديث وإثارة البلبلة بالساعات والعمل نريده أن ينتهى فى دقائق إن أردنا التقدم حقًا علينا أن نستعيد مكارم الأخلاق ونفيق من الغفلة، الأزمة ليست أزمة وزير بقدر ما هى أزمة ضمير افيقوا يرحمنا ويرحمكم الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة