تعالوا نقف أمام المرآة ونتحدث بصوت عالٍ، ولا ندفن رؤوسنا فى الرمال، ونؤكد على حقيقة جلية، أن المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأشهر فى الوطن العربى وأفريقيا، وذائع الشهرة محليا ودوليا، الأهلى، يديره بعقلية موظف درجة عاشرة.
الرجل الذى تسلم راية النادى، وهو فى أوج مجده، بتحقيق بطولات أشبه بالمعجزات، فى أقل من عام خرج من المسابقات المحلية، دورى وكأس، خالى الوفاض.
وليت الأمر توقف على خسارة بطولتى الدورى والكأس، وإنما تحقق على يديه أول هزيمة يتلقاها النادى من غريمه التقليدى الزمالك منذ ما يقرب من 11 عاما، وأيضا أول هزيمة له فى نهائى الكأس أمام القلعة البيضاء منذ خمسينيات القرن الماضى، وبما أن لغة الأرقام لا تكذب ولا تتجمَّل، فإن الأرقام السابقة، تكشف حجم الفشل الكبير لمجلس محمود طاهر فى قيادة نادٍ بنى مجده فى المقام الأول على التفوق الكروى الكاسح، محليا وقاريا وعربيا.
محمود طاهر، رجل وقع فى خطيئة التحدى والعناد، عندما حاول أن يرتدى عباءة الراحل العظيم وأشهر مشهور صالح سليم، وهو أبعد ما يكون عن كاريزمة صالح، كما استبعد الكفاءات الكروية من لجنة الكرة، من عينة محمود الخطيب، أفضل لاعب كرة أنجبته الملاعب المصرية عبر تاريخها، فكانت الكوارث الكروية التى حلت بالنادى ولم يشهد مثلها، ويعتبر هذا العام هو الأسوأ على جماهير النادى العريضة منذ عقود طويلة.
محمود طاهر، رئيس نادٍ شهير، لكنه يديره بعقلية الموظفين البيروقراطيين، من كبر وعناد وادعاء الفهم والإصرار على المضى فى طريق الخطأ، فظهرت خطايا لم يعتدها جمهور النادى.
وجدنا خلافات طاحنة بين صفوف الفريق، ولاعبين يخرجون عن النص، وجهاز فنى ضعيف الشخصية، والمهنية، وأنه يصلح فقط فى الفترات الانتقالية، والدليل أنه فى أول احتكاك رسمى لفتحى مبروك كمدير فنى تلقى هزيمة قاسية من غريمه المعتاد الزمالك.
أيضا محمود طاهر وضع يده فى يد رابطة الألتراس، التى أقحمت السياسة فى الرياضة، وأصبحت سرطانا يهدد مسيرة النادى الأهلى بشكل خاص، والكرة المصرية بشكل عام، للخطر، وانصاع لطلباتهم وهو أمر محير ومحزن.
بجانب أيضا أن المستشار مرتضى منصور استطاع أن يوجه إليه الضربات الموجعة عندما استطاع حسم صفقات من الوزن الثقيل فى العام الماضى، بينما مجلس محمود طاهر ارتضى أن يؤدى دور المتفرج فى المدرجات، وعندما فاق، وجه له مرتضى منصور لكمة جديدة عندما نجح فى تدعيم صفوف فريقه هذا العام بثلاث صفقات رائعة متمثلة فى كهربا وحمودى ومكى، وكانوا إضافة قوية للغاية.
وتتجلى المأساة إذا علمنا أن (كهربا) كان راغبا بشدة فى الانصمام لصفوف القلعة الحمراء، لكن محمود طاهر كان له رأى آخر، ويتحمل ضياع صفقتى كهربا وحمودى، بجانب كل الصفقات العام الماضى.
هذا فى الوقت الذى أثبت فيه خصمه المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك، سواء اختلفت معه فى طريقة إدارته أو اتفقت، نجاحه،من حيث النتائج على الأرض والتى تؤكد أنه يدير ناديه باحترافية أو من خلال إحداث ثورة داخل القلعة البيضاء، من حجم الإنشاءات، وإعداد فريق استطاع حصد بطولتين وينافس بقوة على الثالثة وهى بطولة الكونفدرالية الأفريقية، وتعاقد مع مدرب مخضرم، قوى الشخصية.
كما استطاع مرتضى منصور أن يفرض شخصيته القوية على كل جنبات نادى الزمالك، فحدث انضباط، وعدم الخروج عن النص، وهو ما كان يتميز به غريمه النادى الأهلى.
والشىء بالشىء يذكر، حيث تعرضت مبادئ النادى الأحمر، للخدش، ووجدنا أمورا عجيبة عرفت طريقها لصفوف الفريق من تمرد ومشاكل، وهو ما كان يعانى منه نادى الزمالك من خروج اللاعبين عن النص وعدم احترامهم للمدير الفنى، وعدم قناعاتهم به.
المحصلة النهائية بعد نهاية الموسم الكروى، أن محمود طاهر سطر فشلا مدهشا فى إدارة القلعة الحمراء، بينما حقق المستشار مرتضى منصور نجاحا مبهرا، بالنتائج والأرقام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة