أما الشعراء فكانت زياراتهم للبيت الحرام فى موسم الحج فرصتهم لبث أشواقهم وخلجات نفوسهم نحو أحبتهم خلال أدائهم مناسك الحج، فهذا كثير لما علم بخروج عزة بصحبة زوجها للحج غلبه الشوق، فخرج هو الآخر للحج عله يفوز بلقاها، وبينما الناس فى الطواف، نظر كثير لعزة وقد مضت إلى جمله فحيته ومسحت بين عينيه، فلما انصرفت لام جمله قائلا: (حيتك عزة بعد الهجر وانصرفت/ فحى ويحك من حياك يا جمل / لو كنت حييتها ما زلت ذا مقة/ عندى ولا مسك الإدلاج والعمل/... ليت التحية كانت لى فأشكرها/ مكان جمل حييت با رجل).
حدث آخر مشابه لذلك مع أبى نواس مع محبوبته جنان، فعندما علم بأنها خارجة للحج، سبقها إليه حتى لا يفوته الحج معها فى هذ العام، وقد صور هذه الواقعة فى شعره بقوله: (ألم ترى أننى أفنيت عمرى/ بمطلبها ومطلبها عسير/ فلما لم أجد سييا إليها / يربنى وأعيتنى الأمور/ حججت وقلت قد حجت جنان/ فيجمعنى وإياها المسير).
وكان لعمر بن أبى ربيعة حج آخر، فكان بالنسبة له الموسم الخصيب المترع بالحب المغامرات النسائية وكان يصور نفسه دائما فى موضع المُهام به وليس الهائم، وأن النساء المتيمات يججن من أجل الفوز برؤيته حيث يقول: (أومت بعينيها من الهودج/ لولاك هذا العام لم أحجج/ أنت إلى مكة أخرجتنى/ ولو تركت مكة لم أخرج).
ومجنون ليلى أخذه قومه إلى الحج عله يعافيه الله من حبها، ولكن قيس يجعل صلاته كلها ودعاءه فى ذلك المكان المقدس بأن يغفر الله ذنوب ليلى وأن يسعدها وألا يعيش لحظة واحدة لا يحبها فيها، فيقول: (دعـا المحرمــون اللـه يســتغفرونه/ بمكـــة شـعثا كى تمحـى ذنوبهــا/ وناديــت يا رحمـــن أول سؤلتى/ لنفســى ليلى ثـم أنـت حسيبها......).
موضوعات متعلقة..
- الشعراء إذا حجّوا.. عمر بن أبى ربيعة "يتغزل" فى ابنة أمير المؤمنين.. والفرزدق يتحدى "الخليفة الأموى" ويمدح "حفيد الرسول".. و"أبو نواس": "لبيك إن الحمد لك"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة