أكرم القصاص

«داعش» وزمن الإرهاب الرومانسى!

الجمعة، 25 سبتمبر 2015 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنظيم داعش أحد أهم التنظيمات الإرهابية الذى يجمع بين الدموية والهزلية، وأخيرا ربما يسعى إلى الحصول على جائزة الرومانسية الإرهابية لأرق القلوب وأخف العقول. كأننا أمام انقلاب ناعم يتناقض مع كل الدموية والهمجية والعنف والإرهاب الشائع بالصوت والصورة والدم.

داعش كما معروفا وشائعا فى الفيديوهات والصور والشهور فى العراق وسوريا وليبيا، وفى جميع إنجازاته الدموية يحرص على ممارسة أعلى درجات العنف. ويمارس أكثر أنواع الإرهاب دموية وهمجية، ويحرص على الإخراج الجيد للفيديوهات، ورأينا من أعماله المميزة، ذبح أكبر عدد من ضحاياه أمام الكاميرات، ناهيك عن الحرق وإلقاء ضحاياه من الأدوار العليا، بل وقتلهم بالـ «آ ربى جى»، فى مشاهد حرص التنظيم على إرهابيتها وتقنيتها العالية. بالطبع التنظيم بأفرعه ينظم رحلات تفجيرية لأعضائه المغيبين، كما يمارس السبى ويعيد العبودية. واعتبار كل من يختلف معه فى الدين أو المذهب أو التفسير كافرا يستحق الذبح والحرق والضرب بالآر بى جى..

كل هذا العنف والدموية يبدو أنها جزء من رومانسية التنظيم، الذى حرص فى عيد الأضحى على إصدار بيان يكشف عن مدى رقة قلوبهم، ورومانسيتهم التى تنافس رومانسيات الأفلام الكبرى وأساطير قصص الغرام الناعمة.

تنظيم داعش فى مقره الرومانسى بسوريا والعراق قرر فى أول أيام عيد الأضحى معاقبة أى شخص يقدم على ذبح الأضحية دون مراعاة الأساسيات المعروفة حتى لا تتألم الأضحية عند الذبح.
وشدد داعش على عدم ذبح الأضاحى أمام بعضها حتى لا تشعر بالخوف، وعزل الأضحية ساعة الذبح، كما على الذباح الحرص على عدم إظهار السكين أمام الأضاحى. طبعا داعش تحرص على مشاعر الحيوانات قبل ذبحها، بينما لم تتمسك بهذا الشرط وهى تذبح ضحاياها من البشر. وهو أمر ربما يكشف عن انقلاب فى مشاعر الإرهابيين، أو إصابتهم بفيروس الرومانسية الذى يمنحهم رقة مضاعفة.
داعش حرص فى بياناته على تعميم هذه الرقة مع الأضاحى، فيما بدا أنه انقلاب ناعم، ربما أراد بهم أن ينظموا حملات تسويق لداعش إلى البدء فى مرحلة رومانسية، يكتفى فيها التنظيم بحرق البشر وإلقائهم من الأدوار العليا أو إطلاق الـ«آر بى جى» عليهم. وكل هذا مع مراعاة شروط ذبح الأضاحى، وهى نقلة نوعية كبرى وواسعة.
ونتوقع بعد الرومانسية المفاجئة لداعش، أن نرى عمليات القتل وهى تتم بكل حنان، مع منح هدايا لمن يفوز بأفضل مشهد رومانسى وهو يذبح. لأن داعش تبدأ مرحلة جديدة من التكفير الهادئ، والقتل الرومانسى مع الحرق الرحيم.. لينتقل داعش وزملاؤه الإرهابيون إلى زمن الإرهاب الرومانسى الجميل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة