فشل تصريف المنتج
قال "عودة أبو عويضة " مزارع يمتلك مزرعة تقدر بنحو 200 نخلة: "نعانى فى كل موسم من عدم القدرة على تصريف المنتج، ونضطر لبيعه بسعر زهيد على تجار محليين، ونجبر فى تجفيف كميات من إنتاج البلح وتحويله علف للمواشى".سعيد سالم مزارع للنخيل بمنطقة رب العريش، أوضح أنه منذ سنوات تتواصل معاناتهم من عدم بيع منتج البلح وهو ماسبب لهم خسائر بل وأجبر بعض المزارعين على التخلى عن نشاطهم فى زراعة النخيل، لافتا إلى أنه لا توجد مصانع لتصريف الكميات الكبيرة المنتجة سنويا من بلح يعتبر من أفخر أنواع البلح الجيد، وهناك مئات الأطنان مهدرة بسبب عدم التسويق.
أما "عيد البدرة" مزارع نخيل بمنطقة بئر العبد، فأكد انه " يمتلك بستان نخيل"، ولا يستفيد منه"، وتابع :"لانجد مكانا لتسويق البلح مع أن المحافظة منتجة للبلح لايوجد منفذ حكومى يستقبل الإنتاج" .
البيع بسعر زهيد
وأوضح "سليم أبوعليان "، من ملاك النخيل بمنطقة "زارع الخير " بالعريش، ان البعض يقوم ببيع كميات فى السوق بسعر 4 جنيهات لكل كيلوا، مشيرا إلى أن زراعة النخيل وجنى الإنتاج مكلف، فالنخلة تمر عليها سنوات حتى تصبح منتجة، والإنتاج يحتاج تكاليف عالية لجمعة ونقله.ولفت "محمد سليمان"، أحد المزارعين، إلى انه جرت العادة بين أصحاب مزارع النخيل أن يقوموا بصناعة منتجات البلح لمنع إهدار الثروة ولكن فى السنوات الأخيرة لم يجدوا مصرفا لهذه المنتجات وهى العجوة ومشتقاتها واصبحت لاتحد تصريف فى السوق، وهو ما جلعهم يفكرون فى بيع البلح خام ومع ذلك لايجدوا مصرفا مناسبا.
صناعات بلح قديمة انقرضت
"نايف سلامة" من الأهالى المهتمين بالنخيل، قال إنه فى الماضى كانت الأسر تنتقل إلى بساتين النخيل المنتشرة فى مناطق العريش وامتداد الساحل الموازى لبحيرة البردويل وبئر العبد، وفيها خلال الموسم يقيمون ويبنون ما يسمى "المشره"، حيث فيها يتم صناعة العجوة، بعد عجنها على مراحل، وصناعة " الفديغ" و" الشقيق" وهو الرطب المجفف والذى يعتمد عليه الأهالى فى الماضى كغذاء خلال فصل الشتاء، ويجمعون البلح غير الصالح ويجففونه كعلف لماشيتهم، كما يجمعون النوى كعلف بعد تخميره فى الماء، وكل هذه الصناعات البسيطة اختفت لعدم الحاجة إليها، ومازاد فى الأمر خطورة اضطرار البعض لتجفيف بلح جيد كعلف للماشية نظرا لعدم وجود تسويق له.ضرورة تدخل المسئولين
واجمع مزارعو النخيل على ضرورة تدخل المسئولين لإنقاذ المحصول، من خلال إنشاء مصانع لتصنيع مشتقات البلح، وإيجاد منافذ شراء حكومية للمنتج لإعادة نقله للمصانع المعنية فى المحافظات الأخرى، والاهتمام بزراعات النخيل وتحسين جودتها وإنتاجها.وقال" حسن أبو قادوس " من أصحاب مزارع النخيل، أن نشاط زراعة النخيل والعمل فى مزارعه وجنى إنتاجه، مصدر رزق أبناء القبائل البدوية الوحيد وفرصة عمل لشبابهم، داعيا للحفاظ على هذا النشاط وعدم إهماله وتحويله من نشاط رئيسى إلى ثانوى، مطالبا وزراه الزراعة ومحافظة شمال سيناء القيام بدورها فى هذا الجانب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة