دندراوى الهوارى

حيرتونا معاكم.. هو الرئيس يعفو.. ولا لأ؟!

الجمعة، 25 سبتمبر 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زمن الارتباك واختلاط أنساب المفاهيم، والمراوحة بين الرأى ونقيضه بسهولة ويسر «مضغ اللبان»، تشيع البلبلة، ويعلو صوت الشك، والريبة، والحماقة، وتتحلل وتتفسخ القيم بمفهومها الشامل.

المجتمع المصرى يمر حاليا بأصعب مرحلة من مراحل تاريخه المتجذر والطويل، عقب ثورتين كبيرتين خلال ثلاث سنوات فقط، يراهما البعض أنهما متقاطعتان فى الأهداف والرؤى، وانقسموا حولهما فريقين، وخاضا معركة حول أفضلية وسمو كل ثورة، وهنا الخطأ التاريخى الذى وقع فيه اتحاد ملاك الثورتين، ونخبتهما.

وبشكل محايد، وبرؤية مؤرخ، فإن لكل ثورة أهدافا، ونتائج تختلف تماما عن الأخرى، فثورة 25 يناير، اندلعت ضد نظام مبارك، ونادت بالعيش والحريّة والكرامة الإنسانية، ونتائجها على الأرض، لم تحقق شيئا وإنما ساعدت على تفكيك أواصل الدولة، والدول المجاورة، بتمكين دون قصد، قوى الشر من مقدرات البلاد، وأشاعت الفوضى ودشنت للوقاحة والسفالة وقلة الأدب تحت شعار الحرية، والحريّة منها براء.

ثورة 30 يونيو، اندلعت من أجل إعادة الدولة الوطنية التى اختطفها قوى الشر، وبدأوا فى تغيير هويتها بسرعة مذهلة، فكان خروج الشعب عظيما، واستطاعت إيقاف المخططات الكارثية التى كانت تحاك لتفكيك أواصل مصر، والمنطقة العربية بأكملها.

ووسط هذا الزخم الثورى، تكشفت حقائق مذهلة، كانت أعلى من سقف خيال المصريين مما أحدث ارتباكا شديدا، وأصبحت الشائعات واغتيال سمعة الأبرياء، وإطلاق قذائف الشتائم البذيئة، والتصنيف السياسى، والمعارضة من أجل المعارضة من باب إثبات الذات فقط، دون أى تفكير أو تدبير، هى السمة السائدة حاليا.

الدليل القاطع، على الارتباك والتناقض واختلاط أنساب المفاهيم، القرار الذى اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإفراج عن مائة شاب من شباب القوى الاحتجاجية أمس الأول.

هذا القرار الذى نادى به كل خصوم النظام، واعتبروه عربون حسن نوايا، ولم يتركوا بوقا إعلاميا واحدا، إلا وأعلنوا عن هذا الطلب، وعندما صدرت الأحكام النهائية ضد هؤلاء الشباب، قرر الرئيس السيسى إصدار عفو رئاسى بالإفراج عنهم.

وبمجرد صدور القرار، خرج سكان العالم الافتراضى الوهمى «مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر» الذى يتحكم فى بوصلته قوى الشر، يقللون من القرار، ويفرغونه من مضمونه القيمى بالتسامح والمغفرة فى أيام هى الأقدس عند الله سبحانه وتعالى، وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك، وغلفوه بتبريرات مبتذلة وسمجة وبعيدة عن الحقيقة وأبسط قواعد المنطق.

قالوا إن القرار جاء قبل سفر الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، لاكتساب أرضية وتفادى المفخخات التى ستضعها المنظمات ووسائل الإعلام الأمريكية أمام السيسى، والأمر مردود عليه بأن الرئيس سافر أمريكا منذ أقل من عام وحققت الزيارة نجاحا مبهرا دون أن يفرج عن هؤلاء الشباب.

والسؤال الغليظ والخشن، هل أخطأ الرئيس بإصداره قرار العفو عن مائة شاب من شباب القوى الاحتجاجية؟ وماذا كان يفعل؟ يفرج عنهم أم لا؟

هؤلاء النشطاء حيرونا معاهم، لا يعرفون ماذا يريدون، ولا سبيل أمامهم إلا التسخيف والتسفيه من كل شىء، وإطلاق قذائف الاتهامات الباطلة، وإشعال نار الشائعات وحملات تشويه الشرفاء، والسير عكس اهتمامات الشارع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة