د.كرم علام يكتب: الميكروباص القاتل

الجمعة، 25 سبتمبر 2015 11:00 ص
د.كرم علام يكتب: الميكروباص القاتل حادثة ميكروباص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طبيبة صيدلانية فى بداية الثلاثينات من عمرها ودعت زوجها الذاهب لأداء مناسك الحج وعادت لرعاية ثلاثة أطفال أكبرهم فى المرحلة الابتدائية وأصغرهم رضيع فى عامه الأول .

فى الصباح الباكر تقوم بإطعام أطفالها الثلاثة ومساعدتهم فى ارتداء ملابسهم لتصحبهم إلى بيت أمها قبل أن تمضى إلى عملها، تفتح باب سيارتها ليدخل أطفالها الثلاثة، تثبت الرضيع جيدا فى الكارسيت وتدور حول السيارة لتفتح باب القيادة فيأتيها هادم اللذات ومفرق الجماعات، سائق الميكروباص القاتل وقد أعمته المخدرات التى شبعت رأسه عن التركيز وأغرته همجيته واستخفافه بنظام السير - لانعدام الرقابة والمحاسبة - بأن يسير فى اتجاه السير المعاكس رغم وجود رصيف ضخم بين طريقى الاتجاهين .

تخطى القاتل الهمجى المطب العالى برعونة كبيرة وسرعة عالية ودهس الأم فى لحظة استدارتها وفتحها لباب القيادة فتكومت كتلة من اللحم المعجون بالعظم وسط صراخ اطفالها الصغار وذهول الواقفين وفى لحظة هدمت الهمجية مستقبل أسرة كاملة فى ظل نظام يسمح لهؤلاء القتلة بالاستمرارية ولهمجيتهم بالتنامى رغم كل اجراس الخطر التى تدق كل يوم بل كل لحظة .

يتراوح المعدّل العالمى لقتلى حوادث الطرق لكل 10 آلاف مركبة ما بين 10 و12 قتيلاً لكنه يصل فى مصر إلى 25 قتيلًا أى ضعف المعدل العالمى و يبلغ عدد قتلى حوادث الطرق لكل 100 كم فى مصر 131 قتيلاً فى حين أن المعدل العالمى يتراوح ما بين 4 و20 قتيلًا، أى أن المعدل فى مصر يزيد على 30 ضعف المعدّل العالمى وأيضًا فإنّ مؤشر قسوة الحادث يوضح أن مصر يحدث بها 22 قتيلاً لكل 100 مصاب، فى حين أن المعدل العالمى 3 قتلى لكل 100 مصاب، كل هذه الأرقام من واقع احصائيات الأمم المتحدة التى تصنف مصر الأسوأ فى ضحايا حوادث الطرق بمعدل يتجاوز ال 12 ألف قتيل و40 ألف مصاب سنويا.

اذا كانت الدولة تسعى إلى إصلاح منظومة الطرق وتطويرها فمتى تقوم بمواجهة الات القتل المستمر والتى تنتشر فى ربوع مصر بطولها وعرضها وعلى رأس الات القتل تلك الميكروباص ومن يتولون قياده من معدومى كفاءة مدمنى مخدرات غير مقيدين بأى التزام قانونى أو أدبى تجاه قواعد السير وأرواح البشر وغير مراقبين بعين الدولة التى لازالت تصم اذنيها عن صرخات الموت التى تتوالى من كل شارع فى شوارع مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة