قرار الرئيس السيسى بالإفراج عن 100 من شباب الثورة والناشطين بالعفو السيسى، أقل ما يوصف به أنه «ضربة معلم» فى توقيت سياسى رائع، وهذا ما كان متوقعا من الرئيس الذى وعد فى وقت سابق بالإفراج والعفو عن شباب الثورة، وأوفى بوعده ليثبت للجميع وخاصة المتاجرين والمزايدين بقضية من يسمون «شباب الثورة» أنه الأحرص على هؤلاء الشباب، وأنه مؤمن بدورهم فى العملية السياسية وأنه لا خصومة ولا قطيعة مع شباب مصر، بل جسور ممتدة ومد أيادٍ وردم هوة الثقة التى ينفث فيها تجار الشعارات وهواة المعارضة الافتراضية لخلق قطيعة بين الشباب وبين السلطة الوطنية التى جاءت بعد 30 يونيو.
الرئيس السيسى وحده هو من يهمه هؤلاء الشباب وليس مراهقى السياسة الجدد ومن النخبة التى تبحث عن جنازة لتشبع فيها لطم سياسى وممارسة المعارضة القديمة ضد السلطة باستخدام الكلمات المجعلصة مثل القهر والقمع والاعتقال. وبمنتهى الهدوء يفاجئ الرئيس الجميع بقراره الشجاع لتفويت الفرصة على تجار الكلمات والشعارات ومناضلى تويتر وفيس بوك الذين يسكنون ويتوارون خلف حوائط مواقع التواصل ورمى جمرات الخديعة والتهييج السياسى.
العفو السياسى هو ضربة معلم بالفعل لنزع فتيل الأزمة المفتعلة بين الشباب أو بالأدق من يطلقون على أنفسهم «شباب الثورة» والحكم الجديد الذى يسعى للم الشمل ووحدة الصف وتقوية الجبهة الداخلية فى مواجهة التحديات الصعبة فى معركة بناء المستقبل ومن أجل الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية.
القرار يستحق الاحتفاء به ومثل ما كانت هناك حفلات زار افتراضية على الفيس ومآتم من المحبطين الجدد وأعداء النجاح لحبس «زهرات وشباب الثورة» فى السجون، لابد من الاحتفاء أيضا بالعفو الرئاسى عن عدد من الشباب والشابات، ونريد من هواة اللطم وعواطلية الفيس بوك أن يحتفوا بالقرار على قدر لطمهم ونِواحهم ونعيقهم قبل الإفراج.
توقيت العفو الرئاسى جاء مناسبا للغاية داخليا وخارجيا، فجاء متزامنا مع وصول الرئيس إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة ووسط ارتياح دولى من الإفراج عن الشباب.
يستحق الرئيس أن نشكره ونصفق له على القرار، وندعوه إلى المزيد وإغلاق ملف الشباب المسجونين على ذمة قانون التظاهر.