ها هى الولايات المتحدة ترتكب للمرة الثالثة أو الرابعة أو الألف نفس الإنجاز السياسى والاستراتيجى، وباعتراف الجيش الأمريكى نفسه أن قوات المعارضة السورية الجديدة التى دربتها الولايات المتحدة سلمت معدات عسكرية نشرها التحالف إلى جبهة النصرة يعنى تنظيم القاعدة، منافس تنظيم داعش فى الإرهاب.
هذه ليست المرة الأولى، فقد سبق أن دربت الولايات المتحدة من اعتبرتهم المعارضة المعتدلة فى سوريا، وقامت مع حلفائها النفطيين بدعم وتدريب ما سمى الجيش الحر، الذى تبخر فى ظروف ثورية، وظهرت مكانه التنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة اللتين تتنافسان فى الذبح وتتبادلان التكفير والإرهاب والتفجير والقتل، وتتفرج الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها باراك أوباما على مباريات الإرهاب، وتزعم من شهور أنها تخوض حربا ضد داعش وتشن ضربات جوية، والنتيجة: داعش تزداد قوة، وكأن أمريكا تضرب داعش بـ«المصل واللقاح» فيزداد قوة.
اليوم تكرر التجربة بحذافيرها. ولا نعرف ما إذا كانت أمريكا تتعمد دعم التنظيمات الإرهابية بالسلاح أم أنها كقوة عظمى فقدت سطوتها الاستخبارية، وربما كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما اقتنع بدعم تنظيم النصرة الإرهابى لمواجهة داعش الإرهابى، باعتبار النصرة تنظيما أكثر اعتدالا، مع أنه يتبع تنظيم القاعدة، وهو إنتاج أمريكى قبل 11 سبتمبر.
اليوم وقد ذهب المقاتلون والسلاح الأمريكى للنصرة، ربما ترى الولايات المتحدة أنها أقدر على مقاتلة داعش، بعد أن أعلنت روسيا أنها ستبدأ حربا على داعش، ترى أن أمريكا عاجزة عن خوضها أو الانتصار فيها.
الولايات المتحدة منذ قررت دعم ما اعتبرته الثورة السورية، دربت ومولت معارضة قالت إنها معتدلة، وتم إنتاج «الجيش الحر»، سرعان ما اختفى وتمخض عن التنظيمات الإرهابية المتوحشة النصرة ثم داعش، كانت أمريكا وأوربا تمجدان فى المقاتلين الأجانب ممن يتم جلبهم من دول العالم، والصحف والإعلام الغربى تمجد المقاتلين والمسلحين، وتشجع الشباب على السفر للحرب هناك، وسرعان ما دبت الخلافات وسرقت تمويلات الدول الخليجية النفطية، واتجه السلاح للإرهابيين، كانت مضخات الأموال تدعم قتل وحرق وذبح السوريين، والعراقيين، تبخر الجيش الحر مع مليارات الدعم، وبقيت داعش والنصرة، تكفران بعضهما وتتسابقان فى القتل.
وأمريكا كررت التجربة، وبراءة «سى آى إيه» فى عملياتها تدرب مقاتلين، يذهبون ليسلموا سلاحهم المدعوم للنصرة، يعنى القاعدة. شاحنات وذخيرة. وقبلها سلاح كان من تدربهم أمريكا مجرد بوسطجية لتوصيل السلاح، واكتفى الجيش الأمريكى بالإعراب عن القلق من ذهاب السلاح للقاعدة وتبخر عشرات المقاتلين الذين دربهم، فيما يبدو أنه إحدى حلقات مسلسل داعش وأمريكا، والإرهاب، وحب لاينتهى، تدريب إرهابيين لمواجهة الإرهاب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة