عمرو جاد

السيد «أستنكر» يرقص طربا

الأحد، 27 سبتمبر 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مثلما تلجأ الحكومات الخائبة إلى تشكيل اللجان لتعقيد أى أمر يسهل حسمه، ترسل الأمم المتحدة مبعوثيها للمناطق الملتهبة للاطمئنان على بقاء درجة الغليان فى المستوى الذى لا يؤثر على تبرعات الدول الأعضاء، وليتوافر أيضا لدى الأمين العام المعلومات الكافية عن كل أزمة بما يجعل مذكراته الأكثر مبيعا، أو على الأقل تصبح مرجعا لطلبة القانون الدولى حينما يريدون التعمق أكثر فى مسألة فشل العالم الحر فى تخليص الآخرين من العبودية والفقر والنزاعات، لا شىء أسهل من أن يرسل الأمين العام مبعوثا خاصا منه لأى مكان فى العالم، حتى لو فشل كما حدث فى سوريا مع الأخضر الإبراهيمى وكوفى عنان ودى ميستورا، أو اتهم بالانحياز لأحد طرفى النزاع كما فى حالة جمال بن عمر فى اليمن، أو كان حضوره بلا هدف ولا أطراف يحاورها مثلما يفعل السيد برناردينو ليون فى ليبيا، المهم أن يكون ممثلا لمجلس إدارة العالم متواجدا حينما تنهار الأنظمة حتى يضيف لتقريره قليلا من الحماس.

تدفع الأمم المتحدة الآن فاتورة 60 عاما من الفشل الذى تعرضت له أو تسببت فيه.. السيد بان كى مون يعرف ذلك، صرخات الأمين العام ضد أى اعتداء «تضامنية» لا تشترط أبدا أن يشارك الضحية الألم، الأفضل أن تمرر يدك على جراحه وكأنك تمنحه البركة، مرة باستضافة بابا الفاتيكان ومرة بإلقاء السلام باللغة العربية، ولا بأس أن تستعين بشاكيرا لتصدح فى أرجاء المبنى الرخامى الأقرب لأوبرا مهجورة أكثر من كونه ديوانا لمظالم الشعوب.. بقى مون ثابتا كما تقتضى الأعراف الديبلوماسية، لكن قلبه يرقص طربا على أنغام جون لينون.

من بين 8 أسماء بجنسيات مختلفة تولت منصب الأمين العام للأمم المتحدة يمثل بان كى مون الأسوأ على الإطلاق لدرجة أن أصحاب حق الفيتو على اختيار المرشحين للمنصب لم يبدوا اعتراضهم على بقائه، كان سلفه السويدى داج هامرشيلد الأكثر قوة فى موقفه من العدوان الثلاثى على مصر ثم انتقاله إلى قلب أفريقيا لإنهاء النزاع المسلح فى الكونغو حتى لقى مصرعه متفجرا فى الهواء، واستثمر المصرى بطرس غالى وجوده فى المنصب ليزرع فكرة الوحدة العربية بديلا عن التذلل للدول الخمس الكبرى، فعاقبته واشنطن بالاستبعاد، وأجرى الغانى كوفى أنان إصلاحات إدارية فى المنظمة ليوحى بأنه صانع ثورة فى نظام عملها، بينما يأبى الكورى الجنوبى أن يخادع العالم حتى برفع صوته قليلا، لا تصدق أبدا أنه قد يلجأ يوما للتلويح بالاستقالة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة