تبنى الأمم بسواعد شبابها.. ولنا فى بناء أمة الإسلام.. المثل والأسوة الحسنة.. فعندما خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم فى بدايات بعثته.. جماعة المشركين.. كان أول من آمن به وناصره هم الشباب.. حيث قويت الدعوة.. وانتصرت بهم.. وانطلق فى ربوع المعمورة.
كذلك فإن نهضة مصرنا.. لا تجوز إلا بأبنائها.. فنحن أمام جيل مختلف.. طرف فاعل فى تجربة ثرية جدًّا.. فهو الطليعة القوية.. لثورتى 25 يناير و30 يونيو.. الكفة المرجحة.. لفرض إرادة الأمة.. وانتصارها فيما تواجه.. من تحديات جمة.. وغير مسبوقة.
فقد كنا فى الأسبوع الماضى.. على موعد مع مشهدين.. لهم مساس بالشباب.. أولهما.. انطلاق «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة».. والثانى.. هو العفو الرئاسى.. عن عدد من الشباب.. المحبوسين على ذمة قضايا.. متعلقة بخرق قانون تنظيم التظاهر.
فالمشهد الأول.. «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة».. جاء بمثابة حلم.. انتظره الكثير من شباب مصر.. للتأهيل.. فالقيادة.. فالتمكين.. فالبرنامج يأتى فى إطار وعود الرئيس.. فى فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية.. فى إعداد جيل من الشباب.. قادر على تحمل المسؤولية.. ليس فى المستقبل وإنما الآن.. لتأتى ردود الأفعال مبشرة.. بل تفوق التوقعات.. فى 20 سبتمبر الماضى.. حيث فتح باب التسجيل.. على الموقع الرسمى للبرنامج.. ليبلغ عدد زوار الموقع.. فى اليوم الأول فقط.. نحو 95 ألفا.. بينما بلغ عدد من قاموا بالتسجيل.. ما تجاوز 7000 زائر.. ممن تنطبق عليهم الشروط.. أى شباب بين 20 و30 عاما. بينما كانت ردود الأفعال مختلفة.. على المشهد الثانى.. قرار العفو الرئاسى.. عن العشرات من الشباب.. فى عشية يوم وقفة عرفات.. الذى يأتى.. ضمن سلسلة متوالية.. من قرارات العفو.. التى وعد بها الرئيس للشباب.. لتنعكس على مواقع التواصل الاجتماعى.. صورة التباين الصارخ.. فى الآراء.. فالبعض جاء مؤيدا بضراوة لقرار العفو.. بينما كان آخرون ضد القرار بشراسة.
فبطبيعة الحال.. فإن المغزى من وراء هذه القرارات- من وجهة نظرى- أن الرئيس يريد أن يمنح المفرَج عنهم.. فرصة لمراجعة أنفسهم- آرائهم وأفكارهم- للانحياز للوطن.. وبالتأكيد ليس بالضرورة للنظام.. فى إطار ما تواجهه الدولة فى الداخل.. من إرهاب أسود.. وما يدور حولنا فى الإقليم.. فالدول لم تعد تسقط.. وإنما تتبخر.. فالمؤامرة لم تعد تكهنات.. قابلة للنقاش.. للأخذ والرد.. وإنما صارت واقعا يحاصرنا.. ونحياه فى مشاهد مريرة.. لشعوب تعانى ويلات.. الحروب الأهلية.. وتفكك أوطانهم.. ليموتوا إما تحت أنقاض الحرب.. وإما غارقين فى الشتات.
فبين المشهدين.. يتجلى الكثير من الحقائق.. التى تستوجب التمعن.. فى دراسة الحالة السياسية.. التى يعيشها الشباب.. فنحن أمام شائعة.. تملأ الدنيا ضجيجا.. ليل نهار.. حول عزوف الشباب عن المشهد.. بينما يتقدم الآلاف من الشباب.. لبرنامج إعداد القادة الرئاسى.. أمام بطولات زائفة للبعض.. تصنع من قبل وسائل إعلام.. وتسجل من جانب منظمات تكيل بمكيالين.. فى حين أنهم يتجاهلون.. ضحايا الإرهاب من الشعب.. وتضحيات شباب الجيش.. ضباطا وجنودا.. الذين يسطرون بدمائهم.. بطولات حقيقية.. على خط النار فى سيناء.. لنحيا آمنين.
دعونا نراجع المشهد.. نبحث عن الحقيقة.. بعيدا عن زيف ما يصدرون.. بإعلامهم ومنظماتهم ومرتزقتهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة