إيمان رفعت المحجوب

أين يحج النساء؟

الإثنين، 28 سبتمبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أعوام؛ بحمد الله؛ حججت أنا وزوجى إلى بيت الله الحرام، فور دخولنا الحرم الشريف توضأنا من زمزم؛ على سنة نبينا الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلوات؛ فغسلنا وجوهنا وأيدينا إلى المرافق ثم مسحنا برؤوسنا وأرجلنا إلى الكعاب كما علمنا ربنا فى كتابه العزيز، شربنا من زمرم حتى ارتوينا، كانت صنابير المياه منتشرة طوال الحرم يتوضأ منها الجموع رجالا ونساء يشمرون عن سواعدهم يغسلونها ثم يأخذون بأكفهم الماء يمسحون بها رؤوسهم، كلٌ مشغولٌ بحاله يؤدى فرائض الله فى غير انشغال بالآخرين، لا فرق بين ذكر أو انثى، لا فواصل من أى نوع على طول الحرم! وبعد أن طفنا طواف القدوم؛ تحية للبيت؛ صلينا والحجيج فى صفوف منتظمة جنبا إلى جنب رجالا ونساء.

كل هذا استرجعته الأيام الماضية وأنا أرقب الحجيج يفعلون، على شاشة التليفزيون، وجالت بخاطرى أحاديثٌ طوال بدءا من حديث أسماء بنت أبى بكر "المرفوض من المتشددين" الذى أخبرت فيه إنها "كانت فى بيت أبيها وخرجت على رسول الله وعليها ملابس رقاق فقال لها "إذا بلغت المرأة المحيض فلا يصلح أن يرى منها غير هذا وذاك" مشيرا إلى وجهه وكفيه وفى رواية أخرى مشيرا إلى يديه حتى مرفقيه، واستطيع أن أفهم الرواية الأخرى فهذا من المنطق فحتى مكان الوضوء فى البيت الحرام؛ رجالٌ ونساء؛ كلهم كاشفٌ سواعده للوضوء ويمسح برأسه وقدميه، تذكرت أيضا هذا الشجار الذى انتهى بسب الشيخ الجليل محمد أحمد المسير رحمه الله على الهواء من منتقبة اتهمته إنه لا يتق الله ويحرض على الفجور لأنه ذهب بعدم مشروعية النقاب إذ قال لها "أنت تذكين على الله أشياء ما أنزل بها من سلطان! الله الذى يأمرك بكشف وجهك أمام الكعبة أمرا لو لم تفعليه كان عليك كفارة حاشى له أن يأمرك جل شأنه بالفجور اتق الله أنت" فسبته فاغلق المخرج الهاتف من فوره عليها !
رحت اتقصى البحث فى كتب السنة وقرأت الأحاديث وتأكدت من صحة ماقال الشيخ ووصلت إلى قصة خادم فاطمة بنت رسول الله (عليه أفضل الصلوات) وكانت قد سألت عليا من يعاونها، فأعمال المنزل تشق عليها، ولأنه كان رقيق الحال قام أبوها وأهداها خادما كان قد أهدى إليه، لم يكن عند فاطمة إلا جلبابا واحدا تلبسه فى خروجها؛ فكلهم فقراء؛ فسألته صلى الله عليه وسلم كيف تظهر أمام خادمها بثياب لو غطت رأسها كشفت رجليها وهى من أهل بيت النبى ويريد الله ليذهب عنهم الرجس أهل البيت ويطهرهم تطهيرا فأجابها عليه السلام "لا عليك إنه أبوك وغلامك" هؤلاء هم أهل البيت فى حياة النبى وهؤلاء هم الحجيج فى أكثر بقاع الأرض حرمة مُحْرِمون فهل من بعد تلك الحرمات حرمات" !
فهل خطر ببالكم ما يخطر ببالى!
* أستاذ بطب قصر العينى - جامعة القاهرة








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

صفوت الكاشف*

////// التشدد يأتى من البشر //////

عدد الردود 0

بواسطة:

زياد

أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ

عدد الردود 0

بواسطة:

ناريمان

ما هذا الخلط!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة