مهمة الزمالك فى القاهرة صعبة، ولكن ليست مستحيلة، وإذا لم ينتفض لاعبوه لإزالة آثار الهزيمة المدوية، فسوف يضيعون على أنفسهم وناديهم وجماهيرهم، موسما رائعا من الكرة الجميلة التى أعادت الفن والهندسة، والسؤال: هل يمكن أن يفوز الزمالك على فريق النجم الساحلى الشرس بأربعة أهداف نظيفة؟.. والإجابة: كل شىء ممكن إذا حافظ الزمالك على شباكه نظيفة فى مباراة العودة، وتسلح لاعبوه بالهدوء وعدم التوتر، واستغلوا الفرص وأنصاف الفرص، ونجحوا فى التعامل مع استفزازات الفريق التونسى التى شاهدناها فى سوسة، وأن يحالفهم التوفيق ويسجلوا هدفين فى الشوط الأول .
الزمالك كان سيئا للغاية ولم يدرس الفريق المنافس، الذى سرقه أول ربع ساعة بهدفين، ولعب بأسلوب الكرة الإنجليزية، التمريرات السريعة، والانقضاض القوى الذى يصل إلى حد العنف، وتعطيل مفاتيح لعب الزمالك خصوصا أيمن حفنى وكهربا وباسم مرسى، ولم ينتبه فييرا إلى ظهيره الأيسر حمادة طلبة، الذى كان ثغرة كبيرة جاءت منها الأهداف الثلاثة الأولى، ولا أدرى ما سر عناد المدرب العجوز، فى اعتماده على هذا اللاعب رغم ضعف مستواه، وأذهلت المفاجأة على جبر وكوفى، ففتحا الشوارع الأمامية والخلفية للمهاجمين التوانسة، واختفى تماما خط وسط الزمالك، وسيطر النجم الساحلى على منطقة المناورات بنسبة مائة فى المائة، وزاد الطين بلة الحكم المنحاز، الذى أضاع على حازم إمام ضربة جزاء فادحة، كان يمكن لو احتسبها أن تغير النتيجة، ولم يحم لاعبى الزمالك من العنف الزائد.
الخماسية الثقيلة جرس إنذار، ويمكن أن تكون خبطة على الرأس، لإفاقه اللاعبين والمدير الفنى من الغرور المبكر، الذى أصابهم بالثقة الزائدة، فتخيلوا أن الكرة ستعطيهم دون عرق وتعب، وأن الفوز حليفهم أيا كان المنافس، فكانت ليلة الأحد ثقيلة ومحملة بالذكريات الأليمة لهزائم تاريخية مشابهة، وفى مقدور اللاعبين أن يثبتوا أنها كبوة عارضة، يستطيعون بعدها الوقوف، ومواصلة اللعب الجميل وتحقيق الانتصارات، وأنا أراهن على أن الجيل الحالى من اللاعبين قادر على الوقوف بسرعة، ورد الصاع صاعين فى المباراة المقبلة.