هل الدواعش مجرد متدينين متطرفين يعتنقون فكرا خاطئا، أم أنهم مرضى أو مختلون يحبون الظهور بمظهر القاتل الدموى؟ ربما كان تنظيم داعش يسعى لتجنيد أشخاص لديهم صفات تجعلهم قابلين للسمع والطاعة. وهو أمر ترتبه تبعيتهم النفسية وقابليتهم للإجرام. ويتم انتقاؤهم من ذوى العقول القابلة للملء. مع جهل وضيق أفق واستعدادات إجرامية.
أغلب الدواعش لديهم شعور بالفخر، مع رغبة فى التقاط الصور وتسجيل فيديوهات وهم يمارسون ذبح أو حرق ضحاياهم. أقرب إلى القتلة المحترفين ممن يلتهمون ضحاياهم أو يعذبوهم. الأمر يتجاوز كونهم متدينين. التجارب تؤكد أن منفذى العمليات الانتحارية بلا عقل، وأغلب من ظهروا فى فيديوهات، منعزلون أو خضعوا لغسيل مخ ووعود بجنة وجوائز.
آخر الحوادث الداعشية وقعت فى المملكة العربية السعودية وهى إحدى الدول التى تكررت فيها الحوادث الداعشية، قبل أشهر تم القبض على داعشى قتل رجل بوليس، والداعشى الذى فجر نفسه وسط مصلين بمسجد فى القطيف أثناء صلاة الجمعة، والداعشى الذى فجر نفسه فى مسجد بالكويت وقت صلاة الجمعة كان أيضا سعوديا.
آخر العمليات والفتوحات، كان الداعشى الذى قتل ابن عمه مدوس العنزى، الجندى فى القوات المسلحة، وصوره شقيقه وهو يبايع أمير داعش «أبو بكر البغدادى»، ثم وهو يقيد ابن عمه ويطلق عليه الرصاص، الإرهابى تباهيا رفع فيديو يسجل لحظات المبايعة ثم إطلاق الرصاص على ابن عمه بعد استدراحه وتقييده.
السلطات السعودية قبضت على الإرهابى سـعد العنـــــزى (21 عاماً)وقتل شقيقه الذى صور الجريمة عبدالعزيز (18 عاماً. والإرهابيان قتلا مواطنين مدنيين، وعسكرى مرور. وجنديا أثناء القبض عليهما، وأصابا مدير شرطة بمنطقة حائل. والد الداعشى القاتل راضى عياش العنزى (عسكرى متقاعد من الجيش) صدمه اكتشاف أن ابنه قتل لبن أخيه وصور الجريمة، وأن ابن أخيه القتيل مدوس يتيم الأب وتربى فى منزل عمه مع ابنى عمه اللذين قتلاه وصوراه وهما يقتلانه.
وكشف الأب لقناة العربية: «لم أشك بأى سلوك من ابنى.. هو لم يسافر وغير اجتماعى.. لم الحظ عليه أى تصرفات مريبة سوى أنه يجلس طوال وقته أمام شاشة الكمبيوتر.. عرضت عليه أن أبحث له عن عمل ورفض، وعرضت عليه الزواج مع تحملى بالتكاليف أجل الفكرة».. ويضيف الأب أن ابنه أنهى الثانوية «أخبرنى قبل فترة أنه لا فائدة من جمع المال حيث إننا سنموت».
نحن أمام قاتل متسلسل، يشبه القتلة المرضى فى أفلام المرضى النفسيين والمعقدين، السلطات تصفهم بأنهم ذوو فكر منحرف. لكن هناك حاجة لبحث تأثيرات داعش، وكيف نجح التنظيم فى تجنيد كل هؤلاء الشباب، ممن يقتلون مواطنيهم، وهم يلتقطون الصور.