محرم هلال لـ"اليوم السابع": زواجى من شقيقة السادات لم يكن تذكرة مرورى لعالم المال.. السادات كان داهية سياسية وقلبه ميت.. مبارك كان أحد أخطائه.. وعبد الناصر شخصية كارزماتية وزعامة لا تتكرر

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015 09:23 م
محرم هلال لـ"اليوم السابع": زواجى من شقيقة السادات لم يكن تذكرة مرورى لعالم المال.. السادات كان داهية سياسية وقلبه ميت.. مبارك كان أحد أخطائه.. وعبد الناصر شخصية كارزماتية وزعامة لا تتكرر الدكتور محرم هلال رئيس جمعية مستثمرى مدينة العاشر من رمضان والزميله منال العيسوى
حوار منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- عبد الناصر شخصية كارزماتية وزعامة لا تتكرر


- السيسى هدية كافأ الله بها الشعب.. وتسلم البلد خربانة


- مرسى كان بايع قناة السويس لقطر.. والمصيبة كانت فى الصكوك الإسلامية.. وغير متوقع محاولة قطر الاستثمار فى مشروع قناة السويس الجديدة.. ولن نستطيع العمل معها إلا إذا كانت هناك نية صافية


- أهم مطالب المستثمرين من الحكومة الجديدة تخلى الوزراء عن ارتعاش الأيادى واتخاذ قرارات حاسمة لتلبية مطالب المواطنين والمستثمرين بما لا يخالف القانون



الاقتصاد والمستثمرون وجهان لعملة واحدة تحدد أحيانا مصير الأمم، وغالبا ما يكون الحوار فيهما جامد بلا مشاعر، حيث الأرقام والمعادلات التى لا تقبل المرونة تكون المسيطرة.

لكن فى حوار لا تنقصه الجرأة والقوة، مع محرم هلال إحدى شخصيات الاقتصاد والاستثمار المصرى والعربى والعالمى، تجد دفة الحوار تأخذ منحنيات كثيرة، عن السياسة والأرض الطيبة والحب والمشاعر والوطنية وعلاقة المصاهرة بينه وبين السادات وحكايته مع شقيقة الرئيس السادات "هدى"، وذكريات 8 سنوات كان فيها جارا لمبارك وثورة يناير التى كفرت عن ذنب 15 عاما لحكم مبارك عاشها الشعب لتكون اختبارا من الله، ووصفه لنموذج كاريزما عبد الناصر، يحدثك عن السياسة وطاقة الأمل التى أطلقها الرئيس السيسى بمشروع قناة السويس الجديدة، وكيف باع مرسى القناة، وأزمة مصر وقطر.


اليوم السابع -9 -2015



ببساطة الفلاح المصرى ابن قرية هلال فى قويسنا، وحسم لغة رأس المال والاستثمار وقوته وفكاهة ابن البلد، تخلى الدكتور محرم هلال أحد أهم الشخصيات الاقتصادية فى مصر والوطن العربى عن كل المراسم التى تلاحقه فى مناصبه كرئيس لمجلس الأعمال المصرى القطرى، ورئيس لمجلس إدارة مجموعة سوبريم البترولية، والنائب الأول لاتحاد جمعيات المستثمرين، ورئيس جمعية مستثمرى مدينة العاشر من رمضان.. كان هذا الحوار مع "اليوم السابع".

دعنا نبدأ بقصة زواجك من شقيقة السادات


فى البداية أنا أعترف كليا بفضل زوجتى هدى السادات فى النجاحات التى حققتها ولا أجد أى حرج فى هذا.. فأنا حين تقدمت لخطبتها وكنت رائد مهندس فى الجيش كنت وقتها على صداقة مع شقيقها زين السادات، فهو دفعتى فى كلية الهندسة بالإسكندرية، وهدى كانت الأقرب للرئيس من بين أشقائه، وكان هناك تناغم وانسجام بينهما، لكنى لم أطلب منه شيئا لنفسى طوال فترة حكمه وكان هذا مبدأ لى صارحته به عندما طلبت منه يد شقيقته وكان ذلك سببا فى قبوله لى دون مناقشة أو تفكير.

عندما تزوجت شقيقته كان رئيسا بالفعل وقضيت قرابة خمس سنوات ضمن بعثة عسكرية مصرية لبناء قواعد للصواريخ فى الكويت، لكنى تعلمت من الرئيس السادات الكثير وربطتنا علاقة صداقة وليست مجرد علاقة مصاهرة.

فى عهد السادات رشحت نفسك للانتخابات أنت وزين شقيق الرئيس ولم تكمل التجربة ولم تكررها فما السر؟


- أنا أرفض تماما الدخول فى معترك السياسة، وفى إحدى المرات ترشحت أنا وزين السادات بعد أن ضغط أهلى على، ووقتها علم الرئيس السادات، بذلك واستدعانى مع زين وقال لنا "طبعا ستنجحان من أجلى، فأجبناه بنعم" فكانت نصيحته لنا بالابتعاد عن لعبة السياسة وقال: عندما أموت سيخلصون منكما، وسمعنا النصيحة، ولم أكررهها ليومنا هذا.

لكن ابنك أحمد خالف هذه النصيحة ودخل الانتخابات ولم يحالفه التوفيق؟


- هذا قراره وهو حر، أقنعه طلعت السادات رحمه الله بالترشح عن حزب مصر القومى ولم يحالفه الحظ، حيث نجح المرشح الذى يحتل مقدمة القائمة لكنها تجربة جيدة جدا بالنسبة له فهو تعلم فى أمريكا، ومصر وطنه الأول ولن أبخل عليه فى حقه أن يجرب ويعى نتيجة التجربة.

كيف كنت ترى السادات سياسياً؟


- السادات كان داهية سياسية لا مثيل لها، كان صاحب رؤية، وجسورا صاحب "قلب ميت"، فهو يعتبر رجل القرن حسب وصف بيجين ومستشار ألمانيا هيلموت شميدت، قال "كنت أجد عند السادات حلا لكل مشكلة" بينما قال عنه بيجن "سأموت مكتئبا لأن السادات أخذ سيناء مقابل ورقة وله قراران لن أنساهما ما حييت، قرار الحرب وقرار السلام"، فكان شخصية قوية وساندته السيدة جيهان وهى شخصية قوية أيضا وقفت بجواره تسانده دون فرض سطوة أو سيطرة، باختصار كانت تعى دورها تماما كزوجة رئيس الجمهورية.


أرى فى جملتك الأخيرة ما يجعلنى أسألك عن مبارك وفكرة التوريث؟


- مبارك هو أحد أخطاء أنور السادات الذى أراد أن يكرم القوات المسلحة باختياره نائبا، فصار رئيسا ليفعل بمصر ما فعله، وأضاع مصر واسمه وتاريخه العسكرى ولولا فكرة التوريث لدخل التاريخ من أوسع أبوابه.

هل كنت قريبا من مبارك وحاشيته؟


- كنت جاره لمدة ثمانى سنوات فى إحدى عمارات منطقة مصر الجديدة أمام الميرلاند، واعرفه واعتبر الخمسة عشر عاما الأخيرة من حكمه اختبار من الله للشعب ربما لتخليص ذنب ما، بعد أن تملكه هو وزوجته وولديه وحاشيته حلم التوريث.

والرئيس عبد الناصر؟


- شخصية كارزماتية لا تنكر وزعامة لا تتكرر، فله وطنية مطلقة وتعاطف مع الفقراء بجنون، والرئيس السيسى اجتاز هذه الكاريزما وكان بمثابة الهدية التى كافأ الله بها هذا الشعب، واستطاع أن يعيد لمصر ريادتها فى العالم العربى والأفريقى ويعد، افتتاح قناة السويس الجديدة، بداية لمصر الحديثة وأحد الخطوات المهمة التى أنجزها الرئيس وتحسب له وسيكون لها تأثيرا اقتصاديا كبيرا على مصر كلها .

كيف ترى هذا المشروع؟


- مشروع قناة السويس حدث يثبت للعالم أن المصريين لديهم القدرة على الإبداع والإعجاز حين تتاح لهم الفرصة ويجدون القدوة الحسنة التى وجدوها فى الرئيس السيسى، فاشتغلوا وضحوا ليحققوا حلما كان يظن الجميع أنه صعب فمصر بها أعلى مناخ استثمارى بعد البرازيل وبها مشروعات كثيرة قادرة على جذب استثمارات عالمية.

هل كان الاقتصاد المصرى على وشك الانهيار بعد ثورة يناير؟


- الوضع الاقتصادى المصرى كان سيئا للغاية على مدار أكثر من 4 سنوات، وتحديداً منذ قيام ثورة 25 يناير 2011، بل وصل لمرحلة الخطر القصوى، وكان قاب قوسين أو أدنى من "الإفلاس" والانهيار التام، بسبب قلة الإنتاج، والانفلات الأمنى، والانفلات الإعلامى، وبعدها حكم محمد مرسى الذى أراد أن يبيع البلد، كل هذه العوامل جعلت الدول لا تريد التعاون معنا، ولا يوجد أى بنك يريد إعطاءنا قروضاً بدون شروط تعجيزية.

هل هذا يعنى أن الرئيس السيسى تسلم البلد خربانة؟


- أه طبعا.. الوضع الآن مختلف تماما ونخطوا خطوات ثابتة فى طريق الانتعاش والقوة الحقيقية، فقبل أن يتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئاسة بساعة، إن جاز التعبير، يمكن القول إن مصر كانت على وشك الإعلان رسميا عن الإفلاس وانهيار اقتصادها بالكامل، بل وإعلان مصر دولة مُفلسة وعندما تسلم السيسى الرئاسة كانت البلد "خربانة"، ولولا لطف الله وتغير دفة الحكم فى مصر ودعم إخواننا العرب فى مقدمتهم السعودية، الإمارات، الكويت، سواء كان ذلك سياسياً أو اقتصادياً ووقوفهم مع مصر بكل قوتهم، كان الاقتصاد المصرى سينهار والبلد هتقع، بالتوازى مع وجود تكتلات مضادة تقودها أمريكا بالتعاون مع تركيا، وإيران، والإخوان المسلمين، للضغط على مصر بكل قوة.

هل ما حدث مع مصر من قبل الدول التى ساعدتها فعلا ينطبق عليه أنه رد للجميل؟


- أى دولة فى العالم مُعرضة أن تواجه هزات اقتصادية عنيفة، ومصر وقفت مع كل الدول التى تقف إلى جوارنا الآن، خاصة الدول العربية وذلك منذ قيام ثورة 52 وأعطينا الكثير على مدار التاريخ، وهذا لا أعتبره رد جميل، لأنه من العيب أن نقول ذلك ولكن يمكن القول إن قوة مصر من قوتهم، مصر موجودة يعنى هم موجودين، مصر مش موجودة هم مش موجودين.

هل العقود التى تم توقيعها فى المؤتمر الاقتصادى أولية؟


- المؤتمر الاقتصادى الذى عقد ليس الهدف الأساسى منه أن تأتى دول العالم لكى تُوقع عقوداً استثمارية فى شرم الشيخ، بل المؤتمر الاقتصادى كان هدفه الأساسى أن يقول للعالم كله إن مصر دولة آمنة، مستقرة، وإن كل ما يشاع عنها من عدم استقرار هو أكاذيب، خاصة أن الاستقرار مرادف حقيقى للاستثمار ولا ينفصل عنه، وهناك عقود استثمارية لمشاريع ضخمة وُقعت فعلاً وهى عقود نهائية ومُنتهية للتنفيذ، وليست أولية كما يردد البعض، بل يمكن القول إن المارد قد انطلق.

ما حجم الاستثمارات الحقيقى التى حصدها المؤتمر الاقتصادى وفى أى القطاعات؟


- حوالى 67 مليار دولار من العقود المنتهية بالفعل فى المؤتمر الاقتصادى أبرزها فى قطاعات الطاقة والكهرباء، وأهم الدول الإمارات والسعودية، والمليارات التى منحت لمصر فى المؤتمر ليست مساعدات أو منحاً لا ترد، بل هى مشاريع استثمارية وبعض منها قروض بشروط ميسرة جداً لكى يسند الجنيه أمام الدولار.

هل من الممكن أن تحاول قطر الاستثمار فى مشروع قناة السويس؟


- غير متوقعً أن تحاول قطر الاستثمار فى مشروع قناة السويس الجديدة، ولن نستطيع أن نعمل معهم إلا إذا كانت هناك نية صافية، هم زعلانين علشان الإخوان لم يعودوا فى السلطة، وأن الديمقراطية لم تتحقق كما يريدون هم لنا، وحسب وجهة نظرهم ووجهة نظر أمريكا تحديداً، لهذا ندعو الله أن يعودوا إلى رشدهم ويفيقوا مما هم فيه.

بصفتك رئيس مجلس الأعمال المصرى القطرى كيف ترى مصير الأزمة بين البلدين وتأثيرها على الاقتصاد وما دور مجلس الأعمال فى حلها؟


- هناك أعضاء فى المجلس من العائلة المالكة القطرية غير راضين عن أداء الدوحة تجاه مصر، والمجلس قام بدور الوساطة فى مراحل ما، لرأب هذا الصدع فى علاقة البلدين على الأقل فيما يتعلق بالجانب الاقتصادى وواقعة ابتزاز قطر لمصر لصالح الإخوان إبان فترة حكم المجلس العسكرى فى استعادة قروضها بشكل مفاجئ من المواقف التى أزعجتنى جداً.

وماذا فعل المجلس لرأب هذه الأزمة؟


- قلنا لهم عيب، خاصة أنهم أول من عرضوا هذه القروض وقدموا المساعدة دون أن يطلبها أحد منهم فى ذلك الوقت، وكان موقفاً سخيفاً ولا مبرر له، ومكنش يصح أبداً وقتها أنهم يلاعبونا بالطريقة دى، التى اعتبرتها وسيلة ضغط لصالح الإخوان، وقد أعجبنى بشدة موقف محافظ البنك المركزى المصرى وقتها حينما أعلن رد مصر لهذه الوديعة فوراً وقابلت الأمير تميم شخصياً مرتين، مرة وهو ولى للعهد إبان فترة حكم الإخوان، ومرة أخرى وهو أمير، وتحديداً بعد ثورة 30 يونيو، وقلت له يا سمو الأمير، إلا مصر، فقال لى يا دكتور محرم مصر أم الدنيا، إذا فيه مصر فيه عرب، إذا مفيش مصر مفيش عرب، وانتهى اللقاء، وفى اليوم التالى مباشرة لهذا اللقاء فوجئت بوزير الخارجية القطرى يصدر تصريحاً ضد مصر ".

ما هو حجم الاستثمارات القطرية فى مصر وهل يمكن أن يتأثر الاقتصاد المصرى بالأزمة؟


- حجم الاستثمارات القطرية فى مصر لا يتعدى 5 مليارات جنيه، وهو رقم بسيط جداً لحجم إمكانيات قطر فى الاستثمار، والأمور "هديت شوية لكنها لم تحسم بعد، ومعروف تماما التوجه الذى كانت تتبناه الجزيرة ضد مصر.

فى ظنك ما السبب الخفى وراء هذه الأزمة؟


- مرسى كان بايع قناة السويس لقطر، والمصيبة الحقيقية كانت فى الصكوك، بمعنى أن طبيعة الصكوك الإسلامية، لذيذة وحلوة، عايزة 100 ألف، خذى مليون وأكثر، بس تعالى سددى، مش قادرة.. إذن بموجب الصك يصبح مالكه مالكاً لقطعة الأرض التى وقعت بشأنها الصكوك، وبالتالى كانت قناة السويس ستذهب لهم ومن ورائها سيناء وقطعة من شلاتين وحلايب وجزء من حدودنا مع ليبيا أيضاً، فنحن كنا نتكلم عن احتلال رسمى لمصر، بناء على هذه الصكوك، لأن الأراضى أصبحت ملكه رسمياً، لكن الله أنقذ مصر من هذا المصير تماماً، لأن الأمور كانت تجرى على قدم وساق، خاصة فى سيناء، 700 كيلومتر مربع حوالى تلت سيناء، كانت ستباع بنفس هذه الطريقة لأمريكا ومن ورائها إسرائيل.

اليوم السابع -9 -2015



بصفتك رئيس مجلس إدارة مجموعة سوبريم البترولية.. كيف ترى حل أزمة الطاقة التى تعيق كثير من المشروعات الاستثمارية؟


- دعم الطاقة من الكوارث العظمى التى تعانيها مصر فالحكومة تدعم الطاقة بـ100 مليار جنيه سنويا، وهناك بنود لا يمكن الاقتراب منها لظروف اجتماعية مثل البنزين والسولار لكن لدينا إمكانية لترشيد الدعم فى الغاز الطبيعى والبوتاجاز، حيث صدر قرار بزيادة أسعار الغاز الطبيعى على المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة.

والاستهلاك المنزلى للغاز وأزمة أنبوبة البوتوجاز؟


- بالنسبة للغاز الطبيعى للاستهلاك المنزلى فهناك اقتراح بمضاعفة القيمة وهى حاليا خمسة أو ستة جنيهات، وأعرف ستقولون أن هذا الاقتراح لن يرضى الجانب الكبير من مستهلكى الغاز الطبيعى لكن "اللى يزعل يزعل.. ومصر تقف على رجليها".. فلماذا يستكثر المستهلك 10 جنيهات للغاز الطبيعى فيما يدفع غيره 50 جنيها للحصول على أنبوبة بوتاجاز.

وبالنسبة لمحطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الى أين وصلت؟


- لقد تم الاتفاق على طرح مشروع جديد لإنشاء محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمنطقة الزعفرانة بالتعاون مع وزارة الكهرباء، وسيتم عقد لقاءات متعددة خلال الفترة المقبلة لمناقشة تحديد المساحة المقترحة لتأسيس المحطات، ووضع خطة زمنية للمشروع بطاقة إنتاجية تصل إلى إنتاج 2000 ميجا وات من طاقة الرياح و2000 ميجا وات لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، ومجموعة سوبريم تنوى ضخ استثمارات جديدة بالتعاون مع شركاء من دولة النرويج وكوريا بقيمة 70 مليون دولار فى مجالات توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية.

بصفتك النائب الاول لاتحاد المستثمرين من المسئول عن غياب التنمية عن محافظات الصعيد؟


- نظام مبارك هو المسئول الأول والحقيقى عن غياب تنمية الصعيد، فلم تكن سوى شعار انتخابى فى عهده، وكان بعيداً كل البعد عن أى واقع تطبيقى، ويعتبر غياب التنمية فى الصعيد وانتشار الفقر والبطالة أبرز أخطاء نظام مبارك، حيث تعمد تجاهل تبنى خطة تنموية واضحة المعالم لصعيد مصر وأنه المسئول الأول عن ذلك.

وهل كانت هناك معوقات تقابل الاستثمار فى الصعيد؟.


- أه طبعا لم يكن هناك الحد الأدنى الضامن لجذب مستثمرين محليين وعرب وأجانب للاستثمار هناك، وعلى رأسها عدم توافر الأراضى الصناعية المرفقة، لكن الآن هناك توجه حكومى لضخ استثمارات كبيرة.

هل المستثمرين لديهم الآن خطة لانتشال أهالى الصعيد من الفقر والبطالة؟


- رجال الأعمال والمستثمرون المصريون لديهم النية لضخ استثمارات ضخمة فى محافظات الصعيد، لاعتبارات إنسانية ووطنية تتعلق باعتبار رجال الأعمال جزءاً لا يتجزّأ من نسيج هذا الوطن فى المقام الأول، ثم النزول بمعدلات الفقر المرتفعة إلى جانب المكاسب المادية والأرباح التى سيجنيها المستثمرون من ضخ استثماراتهم فى إقليم الصعيد الغنى بالموارد والثروات الطبيعية

وما هى أهم هذه المشروعات المزمع اقامتها خلال الفترة المقبلة؟


- لقد تم تحديد منطقتين بمحافظة الأقصر لإقامة مناطق صناعية، الأولى المنطقة الصناعية بجنوب مدينة طيبة الجديدة والمنطقة الصناعية الثانية بمنطقة البغدادى، حيث إن الأقصر تمتلك العديد من الصناعات الخفيفة والحرفية.

اليوم السابع -9 -2015



أنت رئيس أحد أهم جمعيات الاستثمار فى مصر وهى جمعية مستثمرى العاشر ماذا فعلتم لحل أزمة المصانع المتوقفة والمتعثرة؟


- الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين الذى يرأسه رجل الأعمال محمد فريد خميس هو الذى أرسل قائمة المصانع المتعثرة والتى تضم 1500 مصنع لحكومة الإنقاذ وكان أول قرار لها عودة الأمن والعمل على تشغيل هذه المصانع، وعقدنا اجتماعات كثيرة لوضع حلول فهناك أسباب مختلفة للتعثر لكن العنصر المشترك فى المشكلة هو صعوبة التمويل مع توقف تسهيلات الموردين فالمصانع تستورد خاماتها والموردون يصرون على دفع القيمة بالكامل والبنوك لا تتيح ذلك وتطلب ضمانات، وهذه مشكلة المصانع قطاع عام أو خاص، وتم حل جزء من المشكلة والباقى حاليا فى قائمة التعثر 1050 مصنعا، ويعود سبب تعثر جزء من المصانع إلى أخطاء الإدارة وهى حالات مستمرة وموجودة من زمان

ما هى الروشتة الاقتصادية لإنعاش المنتج الوطنى والاقتصاد المحلى؟


- تحريم بل تجريم استيراد أى منتج له مثيل محلى فأى دولار أدفعه فى استيراد منتج يتوفر محليا يضيع علينا فرصة عمل لأحد الشباب فتشجيع المنتج المحلى حتى حال وجود فارق بسيط فى الجودة فماذا يمنع أن استخدم منتجا وطنيا حتى إذا كانت جودته 90%، وفى حال إثبات أى خلل واضح فى الجودة نسمح بالاستيراد.. تشجيع المنتج الوطنى فى صالح أولادنا فالبطالة هى القنبلة الموجودة فى العالم كله ولكى أوجد فرص عمل لابد من وجود إنتاج والإنتاج يخرج من المصانع ويتطلب وجود أمن وهذا أمر بديهى ومعروف لكل الناس فالوضع للأحسن.

ما رأيك فى نهج تحويل ثقافة التعامل فى السوق الى ثقافة ليبرالية؟


- إن أحد أخطر عيوب الاقتصاد المصرى كانت تتمثل فى أنه اقتصاد ريعى، وهو ما تعمل الحكومة على مواجهته بشكل كبير، ولعل هذا هو المحرك الرئيسى على تحويل ثقافة التعامل فى السوق إلى ثقافة ليبرالية.

ما هى أولويات ومطالب المستثمرين من الحكومة؟


- أهم أولويات ومطالب المستثمرين من الحكومة الجديدة تتمثل فى أن يتخلى الوزراء عن ارتعاش الأيادى، واتخاذ قرارات حاسمة من شأنها تلبية مطالب المواطنين والمستثمرين بما لا يخالف القانون أو الدستور ولا يتعدى على حقوق الشعب، فالمستثمرون لديهم العديد من المطالب من وزراء المجموعة الاقتصادية ، أهمها وضع مخطط استراتيجى لتنفيذ توصيات المؤتمرات الاقتصادية السابقة، والنزول إلى الشارع والجلوس مع أصحاب الاستثمارات للسماع لمطالبهم وتنفيذها لصالح الوطن وبلا مجاملة لأحد، فهناك عدة قضايا ما زالت معلقة وتحتاج إلى حسم أهمها اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار وتطبيق الشباك الواحد وتهيئة القوانين لجذب الاستثمار، وإيجاد آليات جديدة لترفيق الأراضى للاستثمار، بالإضافة إلى وضع استراتيجية لتنمية الصعيد.

هل الاتجاه إلى الاستثمار فى أفريقيا سيكون بمثابة حل اقتصادى يعود بالخير على مصر؟


- جمعية مستثمرى العاشر من رمضان تدرس فرص الاستثمار والتبادل التجارى المشترك مع أفريقيا، لفتح علاقات استثمارية وتجارية، والاتجاه نحو أفريقيا لن يقتصر على التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى فحسب، وإنما سيمتد للنواحى العلمية والثقافية أيضًا، حيث إن السوق الأفريقى يعد هدفًا فى المرحلة المقبلة لما يمثله من سوق كبير، والشركات المصرية تدرس التوسع فى الصادرات للسوق الأفريقية، بعدما تعرضت له الأسواق التصديرية فى كل من ليبيا واليمن والعراق من أزمات، والسوق الأفريقى قادر على استيعاب الصادرات المصرية، خاصة أنها تتمتع بجودة عالية وسيعود بالخير على البلد.

اليوم السابع -9 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة