العراق تم تدميره بالغزو، أمر متفق عليه بين الجمهوريين والديمقراطيين فى أمريكا، والخلاف بينهما حول من ساعد الإرهابيين أكثر. ومن سهل قيام داعش، كل طرف يلقى المسؤولية على الآخر، ومن واقع الخلاف يمكن اكتشاف كيف أدار الطرفان الأمور خطأ، ولا أحد يريد الاعتراف، بوش وتشينى دمرا العراق ومهدا الأرض لانتقال القاعدة إليها، وأوباما هو من دعم مزيد الفوضى. والنتيجة هى دمار يصعب تصور أن يستقر قبل سنوات، وربما عقود.
الرئيس الأمريكى أوباما اتهم جورج بوش وإدارته بأنهما من دمرا العراق ومهدا للإرهاب، لكن ديك تشينى نائب الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش حمل الرئيس الحالى باراك أوباما المسؤولية المباشرة عن نشوء تنظيم «داعش»، وتوسع الإرهاب فى سوريا والعراق.
تشينى كان يتحدث لـ«سى إن إن» هو وابنته ليز، عن تفاصيل كتاب جديد إصدراه بعنوان «استثنائى.. لماذا يحتاج العالم إلى أمريكا قوية؟»ولا أحد يعرف أين هى القوة التى صنعت فوضى سوف تصل إلى أمريكا نفسها باعتراف الجميع؟
تشينى رد على اتهام أوباما له ولرئيسه جورج دبليو بوش بأنهما سببا نشأة الإرهاب وداعش فى المنطقة. باراك قال من قبل، إن أمريكا أخطأت عندما أسقطت حكم الرئيس العراقى صدام حسين، وأن هذا الغزو كان بداية لاتساع الإرهاب وسيطرة إيران على مقدرات العراق التى تحولت من دولة قوية إلى فوضى حاضنة للتنظيمات الإرهابية.
تشينى رد على اتهام أوباما: «أعتقد أنه مخطئ، فى الوضع الذى كنا فيه حينها، زدنا عدد القوات الأمريكية فى العراق عامى 2007 و2008، وحين تركنا الحكم كان العراق بحالة جيدة، لكن إدارة أوباما فشلت بالمتابعة، وانسحبوا بسرعة وخلقوا فراغاً ملأته «داعش».
تشينى توقع أن يصل إرهاب داعش إلى أمريكا، وقال لدى داعش قدرة على تجنيد أشخاص من داخل أمريكا يذهبون إلى سوريا والعراق وغيرها، ليتدربوا على العمليات الانتحارية. وتوقع تشينى أن تعيش أمريكا هجوما مشابها لهجمات 11 سبتمبر، ربما بأسلحة أكثر خطورة، كيماوية وبيولوجية أو حتى نووية.
تشينى بالفعل كان مهندس الخراب، وأكثر من دعم غزو العراق وتدميره، بناء على شائعات حول أسلحة الدمار، وهو ما قاله لـ«سى إن إن» النائب الديمقراطى آدم شيف، عضو لجنة الاستخبارات بالكونجرس: «لا أحد على الأرجح كان مهندساً للكارثة فى الشرق الأوسط أكثر من ديك تشينى».
النتيجة أن أمريكا صنعت الفوضى، وطبخت الإرهاب، وما يتكشف هو مجرد خلافات انتخابية، لن تؤثر على حقيقة أن أمريكا صنعت عفريت الإرهاب، وأنها عاجزة عن صرفه، وقد تفيق على كارثة سبتمبرية بأسلحة الإرهاب الشامل.