سحر طلعت

وطن لا يستحق أن تعيش فيه الملائكة

الخميس، 03 سبتمبر 2015 05:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وحيدا تركتونى ملقى على البحر، بمفردى توجهت إلى ربى لأشكوكم له، أنا الصبى الذى لم أبلغ سن الحركة والكلام، أنا الفتى الذى لم تنسج خيوط أحلامى بعد، أنا من لم أعرف حتى نفسى ولا هويتى بسببكم يا سادة، أنا طفل عربى.. لاجئ سورى.

صغيرًا مسكينًا تقاذفتنى المياه، وماذا تجدى حروفى المتلعثمة وتآوهاتى لكم، فأنا مجرد طفل عربى.. لاجئ سورى.

رحلت كغيرى، سبقنى إخوة لى رجالًا وشيوخًا افترشوا الأرض وهربوا من قضاء الله إلى قضاء الله محاولين النجاة بأنفسهم.

أعطيت لكم ظهرى راحلًا عن دنياكم الفانية، ومخفيًا وجهى فى التراب والمياه ذلًا ويأسًا منكم.
وحيدًا ملقى بلا حول ولا قوة فى المياه، لا لاعبًا بها ولا لاهيًا كباقى الأطفال فى سنى، وإنما ميتًا من القهر والفقر والخوف فلا بلادى حمتنى ولا غيرها أوانى.

هل نشرتم صورتى؟ هل بحثتم عن كلمات مناسبة للحدث عندما رأيتمونى؟ هل شعر الجانب الأيسر منكم بأى غصة لمأساتى، وشهور عمرى القليلة التى انطفئت سريعًا، والتى ستنسوها قريبًا كما نسيتم ما سبقها من أحزان بلادى، التى ستتكرر فيها المأساة، ولن يتحرك أحد من العرب.

أنا لست غريقًا بل أنتم من غرقتم فى الفشل، أخبروا سادتكم أنى وإن غرق جسدى فروحى فرحة أنها نجت من دنياكم العفنة الزائلة، فمثلى من الملائكة لا يعيش بينكم.

اتركونى نائمًا فلا أنتم ولا حروبكم وكل خططكم تستطيع إخافتى مجددًا، اتركونى أرحل بروحى بسلام وصمت بعيدًا عن عالمكم وأطماعكم، فأنا لست لاجئًا لكم.. بل لاجئ إلى الله ليحمينى منكم .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة