كرم جبر

مكافحة داعش بالخطب الإنشائية!

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015 02:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمريكا التى صنعت داعش، هى نفسها صاحبة الدعوة لقمة مكافحة داعش، على طريقة من يقتل القتيل ويمشى فى جنازته، والحصاد لن يخرج على الخطب الإنشائية، ودروس النصح والإرشاد من زعماء الغرب، لدول وشعوب الشرق الأوسط، بأن تواجه الفكر المتطرف، وتمنح شعوبها مزيدا من الحرية والديمقراطية، مع أن بداية المكافحة الحقيقية لداعش، هى وقف إرسال الأسلحة للجماعات الإرهابية، وأن ترفع الدول الكبرى أيديها عن المنطقة، وأن تكف عن اللعب بنيران الصراعات الدينية والمذهبية، ولا تنظر للشعوب كفئران تجارب، فى معامل الفوضى الخلاقة، التى تتصور واشنطن أنها البديل الأمثل، لإعادة إنتاج الشرق الأوسط الكبير، بعد إنهاك الجميع فى حروب أهلية، تنتهى بهزيمة كل المتحاربين، وقبولهم الواقع الجديد.

الغرب يتعامل مع الحروب الدينية فى المنطقة على الطريقة الأوروبية، فأوروبا حققت نهضتها السياسية والاقتصادية بعد حروب دينية استمرت ثلاثين عاما، فى القرن السابع عشر، وتبنى سياساتها فى القضاء على الخطر الإسلامى، بعد تأجيج حروب «الفناء الذاتى» بين الإسلاميين بعضهم البعض فى حروب تستمر ثلاثين عاما، وهى نظرية خاطئة من الألف إلى الياء، لأن الأديان فى الشرق تختلف عنها فى الغرب، والدليل أن صراعات السنة والشيعة، ما زالت مشتعلة منذ مقتل «الإمام على» حتى الآن، الغرب يعلم جيدا أن نار الصراعات الدينية إذا اشتعلت، لا تنتهى وتقول «هل من مزيد؟».

الطريق الوحيد لمكافحة داعش هو التوقف عن صناعة دواعش آخرين، فأمريكا أيقظت الشيعة فى العراق لضرب داعش، بعد أن خلقت داعش لضرب الشيعة، وقدمت العراق هدية لإيران وعربونا للصفقة، وأمريكا تدرب المعارضة السورية وتمدها بالمال والسلاح، لضرب النظام السورى وتطبيق نموذج العراق، وفرنسا التى لعبت دورا شريرا فى تفكيك ليبيا، عادت تمارس نفس الدور فى سوريا، تحت ذريعة شن الغارات على داعش، مع أن أهدافها الخفية هى الوصول لمكان بشار الأسد، وتسليمه لمعارضيه كما فعلت مع القذافى، وأصبح الخطر الذى يهدد الأمن القومى العربى هو العرب أنفسهم، بعد أن تم استدراجهم فى مصيدة جهنمية، يدخلوها بسلام آمنين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة