أصابنى الفزع بعد أن انتهيت من قراءة حوار أجراه الزميل «على كمال» بجريدة «الشروق» مع «محمد بدران» رئيس حزب «مستقبل وطن» لأسباب عديدة.. أولها أن طريقة التفكير الساذجة، تصيب من يحاول تفسيرها بالارتباك.. وثانيها أن اللغة ركيكة وأحيانا فقيرة إلى حد يدعو للرثاء.. وثالثها المغالطات فى المعلومات وقراءة التاريخ.. ودعك من رابعا وحتى عاشرا.
كنت أعتقد أن «محمد بدران» يمثل طاقة أمل، وتصورت من حركة وإمكانات حزبه أنهما يمكن أن يكونا حصانا أسود فى الساحة السياسية، بغض النظر عن نتائج الانتخابات.. لكن الشاب بدا فى كلامه مرتبكا، وعاجزا عن استيعاب حركة الأحداث.. فقد قال كل شىء وعكسه.. حاول الدفاع عن نفسه، فأساء للرئيس «عبدالفتاح السيسى» دون داع.. أراد أن يكون صاحب رأى، فقدم كلاما أقل ما يمكننى وصفه به أنه «هلفطة» لا تستحق التوقف أمامها.. اجتهد لكى يبدو محللا سياسيا، فقدم «شخبطة» تفرض عليك الضحك مع البكاء!!
رئيس الحزب الشاب يرى كما تروج «جماعة التتار الجدد» أن مصر منذ ثورة 23 يوليو 1952 لم تقدم سوى الفشل.. وأن نظام «جمال عبدالناصر» فشل فى تكوين تنظيم شبابى.. ونسف البرلمان المنتظر بالحكم على أعضائه بأنهم سيرفعون أيديهم بالموافقة.. ويقول أن اختيار «أحمد زكى بدر» وزيرا يمثل كارثة.. وهو يحسب «هشام زعزوع» كوزير للسياحة على نظام «مبارك» مع أنه لم يظهر كوزير إلا بعد سقوط «مبارك» ونظامه!! وكم كان مؤسفا أن يرى شعبية الرئيس «السيسى» ثابتة عند %70 وذلك فيه تشكيك فى نتائج انتخابات الرئاسة.
لا أرى أن كلام «محمد بدران» يستحق التحليل، لأن صمته كان يحميه من نفسه.. وكان صمته مزعجا للذين اعتقدوا فى أنه مع حزبه يمكن أن يصبحا رقما صعبا.. وكان صمته يستره.. لكنه إذا كان قد قال ما نشرته الشروق فقد فضحه وأساء للذين ساندوه والذين راهنوا عليه.. وأظن أن هذا الحوار- إذا كان صحيحا- يكفى لتحويل الرهان على حزبه، إلى كابوس يعانى منه كل من عاشه!! ويكفينى انتظار تكذيب على لسان «محمد بدران» حتى أستعيد ثقتى فيه أو تفاؤلى به.. وما لم يحدث سأضطر للتعامل معه ومع ما قاله بجدية!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة