إيلان عبدالله الكردى، 3 سنوات، تصدرت صورته الصفحات الأولى لكل وسائل الإعلام، غريقا ووجهه فى الماء والرمال، أمام شواطئ تركيا، واهتز لها العالم أو هكذا يخيل للجميع أنهم اهتزوا، وكل واحد أطلق تعبيرا حرص على أن يكون مؤثرًا، مع ما تيسر من هجوم وسب للجميع، الصورة حركت ضغطات «الريتويت» بشكل جعلها تتصدر كل الصور والأحداث.
طبعًا كل طرف يبحث عن آخر يتهمه ويحمله المسؤولية، بشار وقطر والمملكة وتركيا وأوروبا هى أيضا لها النصيب، إيلان الطفل السورى الغريق من مدينة عين العرب «كوبانى» السورية، التى تواجه من شهور جحيم داعش أكثر التنظيمات الإرهابية عنفًا ودموية وبربرية.
«داعش» حصل على المال والسلاح والبترول بدعم من دول خليجية وتركيا أردوغان، ومساعدات أوروبية وأمريكية، بدعوى دعم حرية الشعب السورى فى مواجهة بشار ونظامه.
ما جرى أن إيلان وأسرته ومئات الأسر واجهوا جحيم داعش فى كوبانى، هربت الأسرة إلى تركيا، ووجد الأب نفسه يعمل بالقليل ويعانى الجوع، قدم طلب هجرة إلى كندا، تم رفضه، حاول مرات الهرب، دفع للسماسرة الأتراك، وأخيرًا وجد سمسارًا ليهربه مع زوجته ريحانة وولديه إيلان وغالب، مقابل 4 آلاف يورو، وبعد نصف ساعة من انطلاق القارب سقطوا فى البحر، هرب السمسار، وتركهم يغرقون، الأب نجا ليحكى قصة موت أسرته ويعود إلى كوبانى ليدفن ابنه، مع مصير غامض مع داعش.
المفارقات أن قطر أو دول الخليج التى دعمت داعش، من أجل حرية الشعب السورى، لا تمنح شعوبها ما يكفى من حرية، الغرب الذى أعلن مواجهة بشار تحالف مع مرتزقة وإرهابيين ليس من بينهم إلا القليل من السوريين.
إيلان هرب من جحيم داعش، إلى تركيا التى تدعم داعش، حاول الهرب إلى أوروبا التى ساعدت فى توطين داعش، وضاعفت من قضية الشعب السورى، قبل أيام مات أكثر من 70 سوريا فى سيارة لنقل الدجاج المجمد، وغرق ومازال عشرات يغرقون فى البحار.
إيلان وحده أثار الحزن، وهو حزن مؤقت، لأنه سوف يكون مثله كثيرون، بالطبع كانت مستشارة ألمانيا ميركل أكثر زعماء أوروبا شجاعة، لأنها عطلت معاهدات تمنع استقبال اللاجئين، استقبلت السوريين وشجعت أوروبا على استقبالهم، لكن الأزمة فى أنهم يمنحون حق اللجوء لمن يصل إليهم رسميا، أما المهاجرون الأفرد فلا ضمانة لهم.
المفارقة أن دولا مسلمة وعربية رفضت ولاتزال ترفض استقبال اللاجئين السوريين، بعضها مولت الحرب، وسوف يستمر إيلان وأمثاله يغرقون ويتجمدون ما لم تتوقف الحرب ودعم الإرهاب، وكل من يسعى لإنهاء هذه الحرب الكافرة، يمكن أن ينقذ إيلان وكل سورى، أكثر من مجرد «الريتويت وكروت التضامن».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة