نصر القفاص

«فاطمة» ماتت!!

السبت، 05 سبتمبر 2015 06:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنعى للوطن «فاطمة أيوب» شهيدة الإهمال والتواطؤ وانعدام الضمير.. قتلوها بمشرط جراح مستهتر.. عبثوا بجسدها بعد أن قتلوا فيها الأمل.. استنزفوا أسرتها ماديا بتحصيل مئات الآلاف، بعد أن سرقوا منهم الأمن والاستقرار، ولأنهم أطباء فقدوا طبع الحكمة، حاولوا محاصرة الجريمة وإخفاء معالمها، باستضافة «فاطمة» فى غرفة العناية المركزة لشهور طويلة.. مارسوا خلالها كل ألوان الابتزاز على زوجها المهندس «محمد عبد الشافى» الذى أشد على يديه، وأنعى مع «فاطمة» موت الضمير والعدل وميثاق الشرف المهنى للأطباء الذين قتلوها، وأتقدم للنائب العام بكلماتى لعله يحرك ساكنا بالتحقيق فى جريمة مكتملة الأركان شهدها مستشفى «السلام الدولى».

الملف بالكامل بين يدى.. راجعته ودققت تفاصيله.. كنت أعلم أن رحيل «فاطمة» أمر بين يدى الله، لأن الأطباء مزقوها إربا إربا على مدى شهور، مع أنها كانت مصابة فقط بورم حميد.. تقارير تمت محاولة تزويرها، وتقارير حقيقية.. وقائع يشيب لها شعر الرأس.. المؤسف أن وزارة الصحة على رأسها الوزير يعلمون التفاصيل.. الكارثة أن نقابة الأطباء بكل رموزها شاركوا فى التعتيم على الجريمة دفاعا عن الأستاذ الدكتور الذى ارتكب الخطأ - الجريمة - وأنفقوا الوقت والجهد لإنقاذ المستشفى، باعتبارها محل عمل عدد من أعضاء «قبيلة الأطباء»!!

رحلت «فاطمة» بعد عذاب استمر لأكثر من عام ونصف، تركت ثلاثة أطفال أكبرهم عمره ست سنوات، والصغير لم يشعر بحضن أمه سوى لشهور قليلة.. أما الزوج المكلوم الذى أفقدوه تركيزه وقدرته على العمل وبناء أسرته، واستنزفوه فيما يملك مع ما يملكه الذين وقفوا معه.. فلا أملك غير إعلان احترامه وتقديره على إيمانه بالله وتسليمه بالقدر.. وألتمس منه المعذرة، فقد كنت أعلم أنه يعيش ساعات النهاية عندما أطلعنى على حكاية وملف «فاطمة».

تركت لنا «فاطمة» الدنيا غير آسفة على الإطلاق والعلم منزوع الضمير.. تركت لنا عبثنا بحياة الإنسان والتجارة بآلامه.. غادرتنا غير آسفة، وأورثت زوجها المهندس «محمد عبد الشافى» وباقى الأسرة الهم والحزن والألم.. ويشفع لهم أنهم لم يقصروا فى حقها، ويملكون من الإرادة والعزم ما يدفعنى إلى ضرورة فضح كل من شارك فى ارتكاب الجريمة.. كل من صمت عن قول الحق.. كل من جرؤ على تزوير تقارير طبية.. وكل من لم يمارس المسؤولية فى وزارة الصحة ونقابة الأطباء.. يكفينى اليوم نعى «فاطمة» وتقديم العزاء لأسرتها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة