أكرم القصاص

إيلان.. ودموع كاميرون وأردوغان

السبت، 05 سبتمبر 2015 06:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بسرعة تحولت صورة إيلان كردى، الطفل الغارق إلى صورة غلاف لكل الصحف ونشرات المحطات. كأن المأساة ولدت اليوم، وليست مستمرة. أسهم فيها كل من هؤلاء الذين خرجوا يبكون، من أردوغان إلى ديفيد كاميرون، ومن أوباما إلى قطر، كل منهم يسعى لغسل ضميره، من دون أن ينسى مصالحه، ولا يعترف بأنه أسهم فى مأساة اللاجئين ومأساة سوريا.

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، علق دامعا على غرق «إيلان» أمام الشواطئ التركية: «كنت مع أولادى وأحفادى، وكنا مدمرين، وطرحنا السؤال: أين هى الإنسانية.. أين الوعى الإنسانى».. واتهم أردوغان، الدول الأوروبية بتحويل البحر المتوسط إلى مقبرة، لأنهم يرفضون القيام بواجباتهم.

أردوغان يسأل، أين الإنسانية، وهو أحد أمراء الحرب، وتركيا هى ممر للإرهابيين، فضلا عن مصالحه مع داعش والنصرة. من قبل منعوا اللاجئين السوريين من العودة، واليوم هناك محاولات لدفعهم لمغادرة المخيمات.

إيلان ووالده وأسرته هربوا من جحيم اللاجئين فى تركيا، ثم إن أردوغان من صناع مأساة كوبانى «عين العرب» السورية التى اجتاحتها داعش. عائلة إيلان هربت من جحيم داعش فى كوبانى، إلى جحيم المخيمات فى تركيا، حيث يعانى اللاجئون، هناك أكثر من بلاد إمكانياتها أقل مثل لبنان، ومصر التى تستضيف بين 600 إلى 700 ألف لا تضعهم فى مخيمات، وإنما يعيشون وسط مواطنيها.

رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، رفض استقبال اللاجئين السوريين، وعاد ليعلن تعاطفه واستعداد بلاده لاستقبال اللاجئين، بعد أن فعلت ألمانيا والنمسا، وهم يستقبلون من يصل إليهم، ولا يهتمون بمآسى آلاف يهربون من جحيم داعش ومخيمات تركيا. المتحدث الرسمى باسم البيت الأبيض، رفض الإجابة على سؤال: هل بلاده مستعدة لاستقبال لاجئين؟

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قال، إن اللاجئين السوريين يهربون من تنظيم «داعش» الإرهابى، معتبرا أن أزمة الهجرة الراهنة مرتبطة بالسياسة الغربية الخاطئة فى المنطقة.

روبرت فيسك يكتب فى «إندبندنت» البريطانية، معلقا على غرق إيلان: «نحن من نقصف ونفسد ونغزو مسلمى الشرق الأوسط، ونحن من يدعم الديكتاتوريين الأشرار فى الشرق الأوسط، طالما ظلوا مطيعين لأمنياتنا»، فى إشارة إلى أنهم لا يدعمون الحرية وإنما مصالحهم، ويقول: «نحن من نمتص ثروات الشرق الأوسط، نفطه وغازه الطبيعى». ثم يشير فيسك إلى الدول الخليجية الغنية التى ترفض استقبال اللاجئين أنهم «لا يبحرون إلى المكان الذى يتوقع أن يبحروا له إلى أرض الأمة، إلى قلب الإسلام النابض، الأرض التى عاش فيها النبى. «ثم يشير إلى داعش» الهاربين من الأسد وليس من أعدائه لا يرمون أنفسهم تحت أقدام «الخلافة الإسلامية» التى ترشح من أفلامها الدعائية رائحة الدم لا الرحمة.
وإذا كان الجميع يبكون على ضحايا الحرب، فهم لا ينظرون إلى أيديهم ملوثة بالدم، لا تكفى دموعهم لإزالته.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة