كرم جبر

من لا تعجبه القوائم فأمامه الفردى

السبت، 05 سبتمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر ما يؤذى البلاد فى هذه المرحلة المصيرية، هم المشتاقون والطامعون والمشككون فى المستقبل، والمفترض أن يكون هؤلاء حملة المشاعل، وصناع الأمل والتفاؤل، وصمام أمان بما يملكونه من قوة تأثير فى الرأى العام، باعتبارهم «الصفوة»، والصفوة فى أى مجتمع هى التى ترتفع فوق ذاتها، وتحمى قيمه ومعتقداته، لا أن تجرده منها.. ولا أقول ذلك يأسًا أو إحباطًا، ولكن خشية من تزايد موجات التشكيك فى موسم الانتخابات، فقد ابتلى الله البلاد بصنف من الناس يظهرون غير ما يبطنون، ويقولون كلامًا فى الهواء الطلق وعكسه تمامًا فى الغرف المغلقة، ولو فكر كل واحد منا فى هذا النوع من «المزدوجين»، فلن يجد صعوبة فى أن يعرفهم بالاسم.

المصالح الشخصية أصبحت أهم ألف مرة من المصلحة العامة، وكثير من المهمين والمؤثرين لا ينظرون إلا تحت أقدامهم، ومصلحتهم أهم من البلد ومستقبله، وليس أدل على ذلك من انفجار الهياكل الحزبية الكرتونية، قبل انتخابات مجلس النواب، فقد كان بعضهم يتصور أن من حقه الحصول على نصيبه من الغنيمة، فى صورة عدد وافر من المقاعد، والأسوأ أنهم يغلفون مصالحهم الشخصية بـ«سلوفان» المصلحة العامة، فيختلط الأمران، وتنتحر المصلحة العامة، وترتفع راية التصرفات الأنانية والمكاسب الذاتية.. التكتلات أصبحت غامضة وغير مفهومة، وتغيرت معايير الأداء، والتقييم، والتوجهات، فلا تعرف الآن من هو المؤيد ولا من هو المعارض، والمجد للرمادى.. «شِلل» متداخلة ومعقدة، وليس مهمًا أن تكون لديهم «سابقة الأعمال»، ولا «كشف السيرة والسمعة».. «الشللية» أهم من الانتماء والولاء، والبرلمان المقبل بالذات لا يحتمل ذلك، لأنه الأخطر فى تاريخ مصر، فإما ان يكون سندًا للدولة وداعمًا لقوتها، أو يكون وبالًا على البلاد.

عضوية البرلمان ليست الباب الملكى لدخول الجنة، ومصر فى مفترق طرق، وعلى أعتاب مرحلة جديد تتطلب الجهد والإخلاص وإنكار الذات، لتصل البلاد إلى بر الأمان، وتواجه أعداءها الحقيقيين الذين يتربصون بها فى الداخل والخارج، وجماعة إرهابية تتحفز لإفساد العرس الانتخابى، وتحاول التسلل للبهو الفرعونى بالتحايل على الدستور والقانون، وأقول للغاضبين: من لا تعجبه اختيارات القوائم، أمامه الملعب الفردى الكبير، محتكمًا لأصوات الناخبين والمنافسة النزيهة العادلة، بدلًا من البكاء على أستار القوائم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة