سبحان الله.. إسرائيل التى أحرق أحد متطرفيها الطفل الفلسطينى «على»، حزينة على الطفل السورى الغريق «إيلان»، دموع فى عيون وقحة، للظهور أمام العالم فى صورة الدولة المتحضرة، التى تنتفض لمعاناة الشعب السورى الشقيق، وتزايد على الخزى العربى بإبداء رغبتها فى استقبال المهاجرين السوريين، وفتح الأبواب أمامهم، وقال عضو البرلمان الإسرائيلى «الكنيست» عن حزب «ميرتس»، عيساوى فريج»: من منا لم يتنهّد حسرة وألماً لمشهد الطفل السورى الغريق «آلان كردى» ابن الأعوام الثلاثة، جثةً هامدة على شاطئ بودروم التركى»، وأضاف وبراءة الأطفال فى عينيه: كان الأجدر بإسرائيل- التى تبعد كيلومترات قليلة عن سوريا- أن تفتح أبوابها لهم فى هضبة الجولان، وأن تستقبل الجرحى من الحرب وتعالجهم، وتؤمن لهم الحياة الآمنة بدلاً من ركوب البحر مع مخاطره.
عندى شعور قوى بأن إسرائيل هى سبب كل المصائب، وتحرك الحرب القذرة فى سوريا والعراق من وراء الستار، فبعد القضاء على العراق ضمنت أمن حدودها الشرقية، صحيح أن صدام لم يطلق صاروخا ولا رصاصة باتجاه أراضيها، ولكنه كان يشكل إزعاجا كبيرا، وبإزاحته أزيلت بوابة العرب الشرقية حتى لو كانت وهمية.. وبعد تفخيخ سوريا بجماعات الإرهاب الدينى، حققت إسرائيل السيطرة الأبدية على الجولان، دون أن ينازعها فيها أحد، وصمتت دمشق على المطالبة بأرضها المحتلة لعقود طويلة قادمة.
إسرائيل ليست مضطرة للإنفاق على برامج التسليح، لأن أعداءها العرب يقومون نيابة عنها، بتدمير أسلحتهم وهدم أوطانهم وقتل بعضهم، ويحفظون تفوقها العسكرى وذراعها الطويلة، وهذا يفسر صمتها وهدوءها وعدم تدخلها فى الأحداث، واكتفاءها ببيانات الشجب والإدانة، كما كان يفعل العرب فى عصور الازدهار، ولم يعد يهمها تحقيق الحلم القديم «من النيل إلى الفرات»، فقد ضاع الفرات وسقطت قلعة الأسود بغداد.. ولكن النيل يفيض بالقوة والكرامة والحياة، يحميه جيش يصون التراب الوطنى، ويقف وراءه شعب يحمد الله ويسجد له شكرا، لأنه نجا من المؤامرة الكبرى، التى استهدفت تشريد المصريين على غرار ما يحدث لأشقائنا فى سوريا والعراق.