تعقيبا على ما تناولته هنا بشأن قضية طالبة الثانوية العامة مريم، صاحبة الصفر الشهير والتى شغلت الرأى العام فى مصر خلال الشهرين الماضيين، أبدى عدد من القراء ردود فعل متفاوتة تعليقا على القضية، لكن كلها فى النهاية اتفقت على أن الحكاية «مش حكاية صفر مريم» وإنما حكاية نظام تعليمى متدنٍ وليس هناك أمل فى إصلاحه..!
ما اكتشفته من سطور القراء أن هناك حالة وعى وإدراك كبير من المواطنين المهمومين بتعليم أبنائهم بقضية التعليم وكيفية إصلاحها، ربما يفوق إدراك بعض المسؤولين بخطورة القضية وأهميتها ولا نسمع منهم سوى عبارات فضفاضة عن «تطوير التعليم.. والتعليم قاطرة التنمية» إلى آخر هذه الشعارات الفارغة من المضمون والعمل الحقيقى والجاد على الأرض.
أحد القراء يتساءل عن ميزانيات التعليم على مدار السنوات الماضية وأين ذهبت.. وأين ذهبت منح الدول الأجنبية أيضا لغرض التطوير؟ من يحاسب على إهدار المليارات إذا كانت مخرجات التعليم تساوى «صفر»؟ أين الأجهزة الرقابية وهل تمت محاسبة وزير على إهداره لموارد الدولة فى التعليم التى ذهبت «هباء منثورا».
قارئ آخر يرى أننا فى مصر نتشدق بالإصلاح فى التعليم ومع ذلك لم نرَ أية مجهودات لمحاربة الغش.. والمليارات التى تم إنفاقها استفاد منها الأقارب والمحاسيب بداية من تأليف الكتب حتى طباعتها.. أنشأنا إدارة ومركزا لتطوير الامتحانات ومازالت هناك أخطاء رهيبة ولم يصدر عن المركز المعنى بالتطوير دراسة مقترحة لإراحتنا من كابوس ومهزلة الثانوية العامة.. قارئ آخر يعيش خارج مصر يقول: «أولادى تعلموا وتخرجوا من الجامعات بهدوء تام ولم تقابلنا أعاصير الثانوية العامة أو رعب الدروس الخصوصية، فنظام التعليم يبدأ من الصف الأول حيث يتدرب الأطفال على العمل الجماعى واحترام السلوكيات، وبالتدريج عبر سنوات الدراسة يبنى التلميذ تاريخه الدراسى بالمواظبة على الحضور واجتياز اختبارات أسبوعية والانتماء إلى فريق رياضى أو فنى أو علمى أو اجتماعى ولا قيمة تذكر لاختبارات آخر العام الدراسى وإذا كان متفوقا فى أى لعبة رياضية أو نشاط فنى يحق له الالتحاق بالجامعة مجانا»..وللحديث عن «التعليم.. أمن مصر القومى» بقية بالتأكيد.