كل الأخبار التى يتم تداولها بشأن الانتخابات البرلمانية واستعدادات المرشحين والأحزاب لها، لا نجد فيها خبرا واحدا عن برنامج سياسى وانتخابى، كل الأخبار تدور عن مفاوضات القائمة الفلانية مع الحزب الفلانى، ونقرأ عن شروط يطرحها هذا الطرف فى مواجهة طرف آخر، ونقرأ عن استقالات ولقاءات فى السر والعلن، نقرأ عن قائمة «فى حب مصر» والمفاوضات معها للانضمام إليها أكثر ما نقرأ عما بحوزتها لمصر، واللافت أن البعض يتعامل معها وفقا لقاعدة أنها القائمة التى ستنجح ليس لجماهيريتها، وإنما للرضا عنها وفقا لشائعات يروجها بعض أطرافها.
نقرأ عما يسمى بـ«تيار الاستقلال» وأنه أوشك على الانتهاء من قائمة «وحدة مصر» بمشاركة أكثر من 65 حزباً، وكأن مصر بها أحزاب حقيقية لا ورقية، والأمر لا يختلف كثيرا فى باقى الأحزاب، باستثناء حزب النور الذى يعرف مايريد، وبالتالى فإن مرشحيه جاهزون.
يحدث كل ذلك وكأننا لم نكن بصدد انتظار الإعلان عن تحديد موعد الانتخابات فى أى وقت، بما يعنى أن كل التحركات التى تحدث الآن، كان من المفروض أن تكون انتهت منذ فترة، بحيث تبدو القائمة التى تسعى إلى النجاح متماسكة وواثقة من نفسها أمام الناخب، ولأن الأمر يدار على هذا النحو من الارتجال والفوضى، لا نجد كلاما مسؤولا عن برامج سياسية وانتخابية مطروحة أمام الناخب، كى يذهب إلى صندوق الانتخابات ليمنح صوته لمن يقتنع به وفقا للبرنامج وليس لأشياء أخرى.
هذه الحالة تعبر بكل تأكيد عن فلس الانتخابات فى مصر وفقرها لأنها لا تدار على قاعدة التنافس السياسى فى أهم صوره، وهى المنافسة طبقا لبرامج انتخابية جدية، وبناء على هذا نجد تركيبات لبعض القوائم فى منتهى الغرابة، نجد فيها مرشحا يتحدث عن ثورة 25 يناير بإيمان حقيقى، فى الوقت الذى نجد زميلا له فى نفس القائمة يتحدث عنها بوصفها مؤامرة كبرى، وعلى هذا النحو تبدو القائمة أمام الناخب عبارة عن «سمك لبن تمر هندى»، وتستند على أشياء أخرى ليس من بينها ثقة الناخب، وبالطبع فإن قوائم على هذا الحال لا يمكن أن تخوض الانتخابات وفقا لبرامج سياسية وانتخابية محترمة ومتماسكة، وإنما تخوضها مستندة إلى أشياء أخرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة