أكرم القصاص

لوغاريتمات التعليم.. أخطر من الثانوية العامة!

الإثنين، 07 سبتمبر 2015 07:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على أبواب سنة دراسية جديدة، تصحو كل الأسئلة عن حال التعليم وموازنات التعليم. هناك اتفاق على أن التعليم هو أساس أى تقدم نحو المستقبل. وأن التعليم لا يليق بما نريده. ولم يكن قدرا. كان يوما ما ينتج الكفاءات والقوى البشرية. كل ما نراه هو الإعلان عن نظام جديد للثانوية العامة، كأننا اختصرنا التعليم فى الثانوية بينما القضية أكبر.

القصة تبدأ من التعليم الإلزامى، الابتدائية للثانوية. يوما ما كان حامل الابتدائية القديمة لديه معلومات معقولة عن اللغة العربية وبعض الإنجليزى والحساب، ويمكنه التوظف بها. اليوم بعض حاملى الثانوية ربما لا يكونون بمستوى الابتدائية القديمة. والجامعات المصرية خارج التصنيف العالمى.

البعض يرى القضية مالية وأن موازنة التعليم أقل مما يجب. لكن الواقع أننا ننفق على التعليم أضعاف ما هو مسجل فى الموازنة. آخر موازنة للدولة، تم تخصيص 76 مليارا و70 مليون جنيه. لكن توزيع موازنة التعليم العامة، أكثر من 80% للأجور، وأقل من 10% للتطوير. مع اعتبار أن نسبة من المواطنين تعلم أبناؤها فى تعليم خاص ينفقون حوالى 30 مليارا وربما أكثر ويدفعون فى الدروس الخصوصية من 25 إلى 30 مليار جنيه، يعنى أننا نصرف فى المتوسط 130 مليار جنيه، قد تصل إلى 150 مليارا- والأرقام أغلبها غير رسمية - ولا نحصل على تعليم مناسب.

نحن ننفرد عن كل دول العالم فى أن لدينا أنواعا مختلفة من التعليم، الحكومى والتجريبى والخاص واللغات والأمريكانى والأوروبى، بشكل يجعل من الصعب تخريج أجيال يمكنها أن تتفاهم من خلال مشتركات ثقافية وفكرية. ولا علاقة لخريجى الجامعات بسوق العمل أو التنافسية. معطيات يجب أن تدفعنا للتفكير، ونحن لدينا طموحات للمستقبل.

هناك دول اكتشفت الفجوة بين التعليم والمجتمع، وعندما اكتشفت الولايات المتحدة فى الثمانينيات من القرن العشرين، ذلك، شكل الرئيس الأمريكى ريجان لجنة الـ18 الشهيرة، ضمت خبراء تعليم من الحكومة والقطاع الخاص ووزارة التعليم أصدرت تقريرها الشهير «أمة فى خطر» اعتبرت فيه أن تراجع مستوى الخريجين عن مثيله فى أوروبا واليابان مؤشر خطر يحتاج لتدخل وتم تشكيل لجان خبراء انتهت إلى أن تطوير التعليم هو قضية حياة أو موت.

نحن فى حاجة عاجلة للتفكير الشامل بدلا من العمل بالقطعة، وكل سنة والتعليم أخطر من أن نتركه لوزير أو اثنين أو ثلاثة، ربما نحتاج إلى مؤتمر أو خبراء من كل الأطراف يدرسون الحالة ويحددون ما نحتاجه بدون مجاملة أو تهوين أو تهويل، ونلتزم به، بدلا من أن نظل نشكو ونبكى نفضل نشتكى، شرط الاستعانة بعلماء وخبراء بعيدا عن المشتاقين. التعليم أخطر استثمار بشرى يستحق أن نفكر فيه، لنحمى أى استثمار فى المستقبل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة