محمد عطية العبد يكتب: دور الدولة ودور المواطن

الإثنين، 07 سبتمبر 2015 02:17 ص
محمد عطية العبد يكتب: دور الدولة ودور المواطن صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تذكرت عبارة فى غاية الروعة قالها المفكر المصرى الكبير الدكتور وسيم السيسى فى أحد البرامج "إنه لكى يشعر المواطن بالانتماء لهذا الوطن ولكى يتولد من داخله رغبة فى التفانى من أجل رفعته لابد أن تعمل مؤسسات الدولة لصالحه" هذه العبارة الرائعة تلخص امتعاض الكثيرين من أحوال البلاد لأن المواطن وبكل بساطة ينعى هم اليوم الذى يكون مضطرًا فيه للذهاب لقضاء أى مصلحة خدمية فى أى قطاع فى الدولة (تجديد رخصة – استخراج شهادة ميلاد – عمل رخصة بناء – إنهاء أوراق فى الشهر العقارى.. إلخ) لأنه يعرف ما سيعانيه فى هذه المصلحة من تأخر الموظفين عن الحضور لمقر عملهم أو تكاسل بعضهم عن القيام بمهام وظيفته أو انشغاله داخل ساعات العمل بأى شيء آخر بخلاف أداء الخدمة للمواطنين (تحدث فى التليفون – تناول طعام أو مشروبات.. إلخ). هذا بجانب اليقين الراسخ لدى المواطن بأن حاجته لن تقضى إلا بطريقة من اثنين لا ثالث لهما فإما أن يقوم بتقديم إكرامية أو قهوة - سمها كما تحب - للموظف المختص أو يكون لدى المواطن واسطة أو توصية من شخصية مهمة أو قريبة من الموظف المختص ليقوم بإنهاء إجراءاته هذا غير أنه مضطر للوقوف فى طابور لتسليم الوراق ثم الوقوف فى طابور آخر لدفع مبلغ الرسوم فى الخزينة ثم العودة بوصل الرسوم ليقف فى طابور آخر ليحصل على أوراقه مختومة ومعتمدة فتكون لحظة خروجه من المصلحة الحكومية وإنهاء الإجراءات المطلوبة كمن تم الإفراج عنه غير مصدق أنه أنهى الأمر المطلوب وتصبح قصة ذهابه لإنهاء أى مصلحة حكومية حكاية يرويها لأصدقائه ومعارفه كلما تذكر هذا الأمر. متى نصل لليوم الذى لا يعانى فيه المواطن من الحصول على الخدمة الحكومية؟ متى نصل لليوم الذى لا نرى فيه أى طوابير أمام أى مصلحة حكومية؟ متى نجد الموظف الحكومى على الدرجة الكاملة من الوعى بأنه من ضمن مهام وظيفته التيسير على المواطنين لأداء خدماتهم وأن المصالح الحكومية إنما أنشئت لإنهاء مشاكل المواطن ورفع العبء عن كاهله.

عندما يأتى هذا اليوم الذى لا ننعى فيه هم الذهاب لأى مصلحة حكومية لإنهاء أى خدمة نستطيع أن نقول إن أحوالنا وبلدنا قد تغيرت للأفضل . فهل سنعيش لنرى هذا اليوم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة