بعض الناس لا يدركون أهمية الطفولة فى حياة أطفالهم ويحرمونهم منها مبكرا ويتعللون بصعوبة ظروف الحياة لديهم فيلجأون إلى حرمان أطفالهم من أهم مرحلة فى حياتهم وهى مرحلة الطفولة السعيدة البريئة التى ينعم باقى الأطفال بها فى حياتهم وفى ظل وجود أبويهم معهم وينعمون بحياة هادئة ليس بها أى حرمان عاطفى، فينشأ هذا الطفل نشأة صحيحة سليمة ليس بها أى تعقيدات أو أى سلبيات فقد أنعم الله عليهم بظروف بيئية جيدة حتى ولو كان الأبوان لا يملكان إلا القليل من المال ولكن يملكان ما هو أهم من المال وهو حبهم لله والود والتفاهم والإخلاص الذى أوجده الله بينهم، فكل منهما يعلم جيدا دوره الذى أعده الله له فالأب نراه يسعى لكسب الرزق الشريف والأم نراها تساند الأب بالاهتمام برعاية أطفالها كى ينموا جميعا فى ظل رعاية متكاملة نفسيا واجتماعيا وجسديا ويحصدوا بذلك على رجال أسوياء فى المستقبل ناجحون فى أعمالهم ويعتمد عليهم فى الوقوف بجوارهم ومساندتهم فى أعمالهم وأيضا فى بناء اسر جديدة لهم ناجحة بأمر الله.
فالطفولة مرحلة هامة فى حياة الإنسان وإن لم يعيشها كما ينبغى قد تتعقد حياته كثيرا عندما يكبر فيجد نفسه قد حرم من متع كثيرة وهو صغير، فيحاول البعض منهم أن يعوضها وهو كبير فمنهم من يعيش طفولته من جديد ويحن إليها فتكون تصرفاته غريبة علينا فنعده مريضا نفسيا أو مجنونا غير مسئول عن تصرفاته و ينبغى أن يعالج نفسيا، فلهذه الدرجة النفس البشرية ضعيفة ومن يتحداها ويتحدى مراحلها مخطئ فى حقها وأكيد سيحاسبه الله عليها وعلى كل من حرمه منها ونرى أطفال يعملون فى سن صغيرة جدا فى مهن صعبة أكثر من الأشغال الشاقة التى لا تتناسب مع طفولتهم وسنهم وقوتهم البدنية والجسدية مقارنة بما هم فى سنهم ليخلقوا جيلا متبلد المشاعر والإحساس متحجر القلب والعواطف لأنه لم يجد من يحنو عليه فى طفولته فهم يريدونه أن يكون رجلا فى سن الطفولة وفى كيفية التعامل مع هذه المهن ميكانيكى ونجار وسباك وحداد ويكون مسئول عن المحل فى غياب معلمه ويُضرب من معلمه لو أخطأ فلا مجال للخطأ عندهم ويعامل كالكبير ويهان ويضرب بقسوة ويحرم من المال الذى عمل من أجله.
فأين أبويه هم أيضا يقسون عليه ويضربونه لو لم يحضر المال لهم فلمن يلجأ هذا الطفل البرئ فلا ملجأ له إلا الله فهو يدعو ربه ويشكو حاله إليه أن ينقذه وينقذ جسمه الهزيل الضعيف من الجوع وما هو اقسى من الجوع وهو العذاب والضرب، تطلقون عليه ألقاب تعلق فى أذهان الناس حتى بعد كبرهم مثل بلية وعقلة وغيرها من الألقاب التى لا يعرف أن يتخلص منها حتى بعدما يكبر ويعير بهذا الاسم طوال حياته . فما ذنبه الذى ارتكبه كى يعيش هذه الحياة التعيسة البائسة ألا من منقذ ينقذ هؤلاء بقرار يمنع فيه الأطفال من العمل مبكرا ويعاقب كل من يرتكب ذلك سواء من أصحاب العمل أو الوالدين المسئولان عن هذا الطفل البرىء.
ومن الناس من يبيعون بناتهم ويتركونهم يعملون خادمات فى بيوت ليست أمنة عليهم فيذيقونهم اشد العذاب لو لم يفعلوا ما يؤمروا به حتى ولو كان حراما، فهل ماتت الضمائر أم غلب حب المال على حياتهم وعلى حبهم لأطفالهم فلم يعدوا ينظرون إلا لجمع المال فقط ومن أين يكسبونه حتى ولو كان الثمن أطفال أبرياء لا يملكون لأنفسهم شيئا، ألا يوجد قانون يمنع عمل الأطفال فى هذا السن المبكر وتكون هناك عقوبة رادعة تطبق بالفعل على كل من يفعل ذلك.
ومن الناس أيضا من يبيعون أطفالهم وهم رضع من أجل المال خوفا عليهم من الفقر، نعم نرى ذلك عندما تضحى الأم بطفل من أطفالها و تبيعة وتتركه لأم أخرى غنية تربيه عندها من أجل حفنة من المال تطعم به أخوته الآخرين، ولو صبرت لأعطاها الله ما يكفيها من المال ويكفى طفلها وأخوته فهو خالقهم ولن ينساهم أبدا وسيرزقها من أجلهم فلكل مولودا رزقه، ونرى أيضا أباء يجبرون أطفالهم على بيع المخدرات لشباب فى عمر الزهور ليكسبوا الأموال لهم ويغامرون بحياتهم وضياعهم، و أيضا أطفال مخطوفون يتكسب بهم من باعوا ضمائرهم للشيطان فى مجالات عديدة كالتسول او بيعهم للدعارة أو بيع أعضاءهم لمن يحتاج إليها، او بيعهم لمن لم ينجب أطفالا ,,, نعم الصور كثيرة ومتعددة رحمنا الله منها جميعا وأعاد لهم طفولتهم البريئة إليهم .
فأقول لكل الآباء و الأمهات أنتم مسئولون جميعا أمام الله عن أطفالكم فلا تدعوهم يعملون وهم مازالوا أطفالا ويحضرون المال لكم واتركوهم ينشأون نشأة صحيحة سليمة بدون أى تعقيدات وعلموهم كيف تكون الأخلاق الكريمة والمثل العليا، فإن الناتج يرجع لكم سواء كان سيئا أو جيدا قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِى مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أن قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.
فخافوا الله واتقوه وراعوا الله فى أولادكم.
وفاء أحمد التلاوى تكتب: عندما تكون الطفولة أشغال شاقة
الإثنين، 07 سبتمبر 2015 02:00 م
صورة ارشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة