جولات الحرب بين "CIA" وهاكرز داعش.. الولايات المتحدة تتبع قراصنة الإرهاب.. وجنيد حسين وسوجان آخر الضحايا.. "الأنونيموس" يتدخلون لمحاربة التكنولوجيا بالتكنولوجيا.. وأمريكا: سنقتل حتى آخر مهندس فى داعش

من الأرض إلى فضاء الإنترنت الواسع، تنتقل الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية والدواعش، فالجولة الآن ليست بين الأفراد المسلحين وجنود الجيش الأمريكى وحسب، وإنما بين هاكرز الإنترنت فى تنظيم الدولة الإسلامية ووكالة الاستخبارات الأمريكية كذلك، حيث أثبت قراصنة الإرهاب فى الفترة الأخيرة قدرتهم على اختراق عدة صفحات رسمية للحكومة الأمريكية، وتهديدهم للأمن القومى الإلكترونى، وفى المقابل أعلنت الولايات المتحدة الحرب على هؤلاء "الهاكرز" وتصفيتهم حتى أخر مهندس مهما كلفها الأمر.

الجولة الأولى: داعش تفخر بنشر المعلومات الشخصية المسئولين

فى البداية سرب قراصنة يدعون صلتهم بتنظيم "داعش" الإرهابى ما يبدو على أنه تفاصيل شخصية لمئات من الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين، إضافة إلى مسئولى وزارة الخارجية البريطانية، داعين أنصار التنظيم لمهاجمتهم.

ونشرت مجموعة تطلق على نفسها اسم "قسم القرصنة فى داعش" أسماء والبريد الإلكترونى وأرقام هواتف وفى بعض الحالات عناوين منازل وتفاصيل بطاقات الائتمان وصورا لمسئولين أمريكيين وبريطانيين على شبكة تويتر، طبقا لصحيفة "ذى تايمز".

وأوضحت الصحيفة أنه لم يتم التأكد من صحة التسريبات من قبل المسؤولين البريطانيين أو الأمريكيين، مستدركة أن عددا من الأرقام التليفونية المسربة تبدو حقيقية.


وكتب القراصنة على شبكة الانترنت "اعلموا أننا ندخل إلى بريدكم الإلكترونى وأنظمة حواسيبكم نستخرج البيانات السرية ونرسل معلوماتكم الشخصية لجنود الخلافة، الذين سرعان ما بإذن الله سيضربون أعناقكم على أراضيكم".

وأوضحت الصحيفة أنها تعتقد أن المجموعة تضم جنيد حسين "21 عاما"، وهو جهادى بريطانى ومقرصن الذى يحمل اسم :أبو حسين البريطاني.

الجولة الثانية: الـCIA ترد بقتل حسين جنيد

وما هى إلا شهور قليلة من هذه الواقعة وأعلنت وكالة الاستخبارات الأمريكية قتل "جنيد حسين" القرصانا الكترونى الماهر، بعد أن تمكن من اختراق "دفتر العناوين" التابع لرئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير، ونشر معلومات منه.

كما كان حسين جزءاً من فريق "السم" أو Team Poison الذى أعلن مسؤوليته عن نحو 1400 عملية اختراق أمنى لحسابات رجال أعمال وشركات ومؤسسات دولية ووكالات انسانية حول العالم.

وكان "حسين" معروفاً بأنه العقل الإلكترونى المدبر لتنظيم الدولة الاسلامية قتل فى غارة بطائرة بدون طيار قرب مدينة الرقة فى سوريا.

وكان حسين، 21 عاماً، الذى يلقب بـ"أبو حسين البريطاني" سافر إلى سوريا عام 2013 ، وكان يعتبر الرجل البريطانى الثانى من حيث الأهمية ، بعد الجهادى جون الذى ظهر فى مقاطع مصورة لإعدامات نفذها التنظيم، وقال مسؤولون أمريكيون إن مقتل حسين يمثل "َضربة موجعة" للتنظيم المتشدد، خاصة وأنه كان يلعب دورا بارزا فى تجنيد عناصر جديدة للتنظيم من الغرب.

الجولة الثالثة:قراصنة داعش يرفعون علمهم فى قلب أوروبا

وفيما وصفه الخبراء بأنه تصعيد مثير للقلق فى الحرب الإلكترونية العالمية، تم نشر تفاصيل حسابات تويتر لأكثر من 54 ألف شخص، بما فى ذلك كلمات المرور على الإنترنت لشخصيات بريطانية وأمريكية وعربية معروفة وغير معروفة، وقال أحد الضحايا، وهو مهندس بريطانى مقيم فى السعودية، "شعرت بالفزع لكيفية حصولهم على تفاصيل حسابى".

ونشر المتطرفون أيضا تفاصيل شخصية لحسابات تم اختراقها، بما فى ذلك أرقام الهواتف النقالة، لرؤساء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الاتحادى ووكالة الأمن القومى الأمريكى.

وكتب المقرصنون على الحسابات التى اخترقوها قائلين "نحتاج إلى سنوات لنشر ما لدينا". وأضافوا "سنرفع علمنا فى قلب أوروبا".

الجولة الرابعة: "الأنونيموس" يحاربون التكنولوجيا بالتكنولوجيا

وفيما يبدو بأن طريقة جديدة لمحاربة للتكنولوجيا بالتكنولوجيا ، تم تدشين حملة TrollingDay على يد أعضاء قراصنة الأنونيموس ومؤيدوهم على الانترنت، الذين يستخدمون "فيس بوك" و"تويتر" و"انستجرام" لمهاجمة الحسابات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي.. وأوضح القراصنة أن عمليات TrollingDay جزء من حملة أنونيموس على نطاق أوسع لإحباط تواجد داعش على شبكة الانترنت.

الجولة الخامسة: قتل "سوجان" وأمريكا تستهدف حتى أخر مهندس فى داعش

وهى أخر جولة، ولكنها ليست الأخيرة، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مقتل " سيفول هاك سوجان "خبير الحاسب الآلى وأحد أبرز قراصنة الإنترنت لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وبديل الخبير البريطانى لدى التنظيم جنيد حسين.

من خلال غارة جوية أميركية استهدفت "سوجان" بالقرب من الرقة، عاصمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بسوريا، ودخل خبير الحاسب الآلى بريطانيا عام 2003 ودرس هندسة نظم الحاسب الآلى بجامعة جلامورجان قبل أن يؤسس شركة للحاسب الآلى مع شقيقه فى نيوبورت.

وفيما يبدو فأن الولايات المتحدة لن تهدأ إلى أن تقتل أخر مهندس وقرصان فى تنظيم الدولة الإسلامية، فى حرب الكترونية شرسة لم تنته جولاتها بعد.