تقدم الأمم ونهضتها تقاس بالعمل وبذل الجهد المضاعف فى دفع عجلة التنمية للأمام، ولا يوجد أمة على سطح هذا الكوكب الأرضى نهضت وتقدمت إلا بالعمل، ولكم فى اليابان وألمانيا والصين والهند وسنغافورة وماليزيا، وحتى روسيا، لأسوة حسنة.
تلك الدول أحاطت العمل بهالة من القدسية، وجعلت من بذل الجهد والعرق قيمة كبرى، تتلاشى بجوارها أى اهتمامات أخرى.
وجدنا اليابان التى دمرتها القنابل الذرية، تنهض وتتقدم بسرعة مذهلة بقيمة العمل، وهى الدولة التى تفتقر للموارد الطبيعية، ولا تعتمد إلا على الموارد البشرية، نفس الأمر فى ألمانيا، التى دمرت فى الحرب العالمية الثانية، وتم تقسيمها، وعادت بتفانى وقيمة العمل لتكون أقوى دولة أوروبية، ويصبح احتياطيها النقدى 3 تريليونات يورو.
وجدنا الهند وسنغافورة وماليزيا وروسيا، تنهض وتتقدم بقيمة العمل، وتصبح نمورا آسيوية يخشاها الغرب، بل لن نكون متجاوزين إذا قلنا إن الرجل الأصفر- نسبة إلى مواطنى دول شرق آسيا- سحب البساط بقوة من تحت أقدام الرجل الأبيض- نسبة لدول أوروبا وأمريكا وكندا-، وجدنا أيضا البرازيل، تقفز نحو المقدمة بقيمة العمل، وتقديسه، وتتحول من دولة منهارة اقتصاديا، إلى مارد حقيقى ليس فى أمريكا اللاتينية فحسب، ولكن فى العالم.
وإذا كانت قيمة العمل لها شأن عظيم فى تلك الدول، فإن الأمر يتبدل كليا فى مصر، فنحن ومنذ 5 سنوات كاملة، تركنا العمل، ووضعناه فى آخر خانة من قائمة أولوياتنا، وتفرغنا فقط للمطالبة بثورة سنوية، فى ذكرى 25 يناير.
العالم يتقدم بالعمل، ودفع عجلة التنمية، والقدرة الاقتصادية، ونحن نبحث فقط عن تنظيم المظاهرات، ونشر الشائعات، والترويج للأكاذيب، واغتيال سمعة الشرفاء، والدعوة للثورات، وكأن الحياة فى مصر انحصرت فقط فى الدعوة للثورة يوم 25 يناير من كل عام.
وإذا سألت ناشطا سياسيا، أو مدعيا الثورية، أو نخبويا، من عينة البرادعى والأسوانى وحمزاوى وصباحى، عن ماذا تريد لبلادك، يسارع بالإجابة، التقدم والإزدهار، وأن تصبح دولة عظمى، فتنفرج أساريرك، ويرقص قلبك طربا، وتسألهم، ما هى الوسائل؟ يقولون عن طريق إلغاء قانون التظاهر، والإفراج عن الشباب الطاهر النقى، والدعوة للنزول فى 25 يناير، وعزل أعضاء الحزب الوطنى، والتصالح مع الإرهابيين، ولا ينبسون بحرف واحد من حروف كلمة «العمل».
ولا عتاب عليهم، فالبرادعى لا يعمل، وصباحى زعيم ائتلاف العاطلين، وكل النشطاء، وكأن الشعب المصرى مطلوب منه أن يأكل ويشرب ويلبس ويتعلم، ويحصل على العلاج، ويسكن ويستقل وسائل مواصلات محترمة، وينعم بالأمن والاستقرار بواسطة المظاهرات والثورات وليس العمل!!
تجد أيضا الناشط خالد على، ورفقاء دربه النشطاء، يؤلبون العمال فى القطاع العام ضد الحكومة، وفى القطاع الخاص ضد أصحاب العمل، ووجدنا احتجاجات فئوية لا حصر لها، وانهيار قيم العمل واندثارها كاندثار الديناصورات، وتحول العامل والموظف إلى شخص يبحث فقط عن حقوقه ورفع أجره وحوافزه، وينسى تماما واجباته، لا يهم إذا كان المصنع أو الشركة التى يعمل بها تحقق خسائر، المهم يحصل على راتبه، ويطلب أرباحا، مع العلم بأن الشركة خاسرة، وهى نكتة بكل المقاييس، أن الشركة خاسرة والعمال يطلبون صرف أرباح وحوافز!!
الرئيس السيسى، وبضربة معلم، وضع الشباب الباحث عن عمل فى موقف صعب، حيث ذلل لهم جميع العقبات، أبرزها حصول الشاب على قرض لإنشاء مشروع صغير، بفائدة %5 فقط، ورصد لهذا المشروع 200 مليار جنيه، وجعل من عام 2016 عام الشباب.
الداعون دائما للمظاهرات والثورات من العاطلين الكارهين لقدسية العمل، ولا يدركون أن الدول العظمى تقدمت ونهضت بإعلاء شأن فضيلة العمل، والبعد عن التدمير والتخريب، وأن البرادعى والأسوانى وصباحى ورفقاءهم لم نضبطهم يوما متلبسين بالدعوة إلى العمل، وبذل الجهد، يدعون فقط للفوضى والخراب والدمار، وتسليم البلاد للجماعات الإرهابية، تسليم مفتاح.. ولك الله يا مصر..!!!
دندراوى الهوارى
نهضة اليابان والصين بالعمل ونحن متفرغون للتظاهر كل 25 يناير..!!
الإثنين، 11 يناير 2016 12:00 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة