اخبار سوريا
أكد ممثلون للأمم المتحدة كانوا بصحبة قافلة الإغاثة الإنسانية التى دخلت مدينة مضايا السورية أمس الاثنين للمرة الأولى منذ شهر أكتوبر الماضى وكذلك أكد المتحدثون باسم الوكالات الإنسانية فى مؤتمر صحفى اليوم الثلاثاء فى جنيف أن الوضع فى المدينة لا يمكن تصوره من حيث بؤس الأوضاع وحالة اليأس التى تخيم على السكان إضافة إلى مستوى الجوع وانعدام الغذاء بكل ما تعنيه الكلمة فى المدينة .
وأكدوا انهم استمعوا إلى شهادات لأطفال مضايا تؤكد انهم يعيشون على أوراق الشجر منذ مدة فى الوقت الذى نفى المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق يساريفيتش وكذلك ادريان ادواردز المتحث باسم مفوضية اللاجئين وجود أية معلومات عن موعد أو إمكانية إخلاء حوالى 400 مريض فى حالة حرجة فى المدينة وهو ما كان اعلنه امس مساعد أمين عام الأمم المتحدة للشئون الإنسانية ستيفن اوبراين أمام مجلس الأمن .
فى هذا الإطار وعبر مؤتمر صحفى تم بالهاتف من دمشق مع الصحفيين المعتمدين فى الأمم المتحدة بجنيف أكد ساجد مالك ممثل المفوضية العليا لشئون اللاجئين فى سوريا والذى رافق قافلة الأمس إلى مضايا ،أ ن الوضع الذى شاهده هناك صادم والسكان اصبحوا على حالة مرعبة من الضعف كبارا وصغارا وان الأسواق لا يوجد بها أى شيئ كما لا توجد أدوية أو لوازم طبية أو فرق طبية وحيث لا يوجد فى المدينة بكاملها سوى ثلاثة أطباء وطبيبة فى فترتها الأولى العملية إضافة إلى طبيب أطفال .
وأكد مالك انه يجرى إعداد قافلة مساعدات إنسانية ثانية ينتظر أن تتوجه إلى مضايا خلال اليومين القادمين وأخرى ثالثة فى الخطة إلا انه أكد انه إذا لم يتم مد المزيد من المساعدات إلى مضايا واستمر الحصار فان العودة إلى نفس الأزمة الإنسانية مرة اخرى مؤكدة وأشار إلى أن ما سيتم مده من مساعدات إلى المدينة السورية فى تلك القوافل قد يكفى السكان لشهر وشهرين على الأكثر ولفت إلى أن زيارتهم للمدينة ومن خلال تقارير ذات مصداقية هناك فان هناك بالفعل من ماتوا جراء الجوع.
وقال ساجد مالك أن ما شاهده ممثلو الأمم المتحدة امس فى مضايا غير متصور ولا يجب أن يراه البشر فى القرن الحادى والعشرين لافتا إلى أن الوضع هناك مختلف عن القريتين الاخريتين اللتين تم مدهما بالمساعدات امس وهما الفوعا وكفرايا .
من جانبه قال طارق يساريفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية فى جنيف ونقلا عن مشاهدات اليزابيث هوف ممثلة المنظمة فى دمشق أن مدينة مضايا تشهد انتشارا كبيرا لسوء التغذية الحاد بين سكانها إضافة إلى نقص هائل للمواد الطبية والأدوية وأشار إلى أن المنظمة ستعمل لإدخال مستشفى متحركة إلى المدينة خلال الفترة القادمة للتعامل مع الوضع الصحى بها بعد أن لم يبق سوى ثلاثة أطباء فقط وكذلك ستعمل على تدريب بعض الموجودين من السكان على كيفية إدارة التعامل مع سوء التغذية الحاد وأنواع الأغذية التى يجب أن تستخدم لمواجهة هذا الموقف، وقال يساريفيتش أن قافلة الأمس إلى مضايا حملت 7.8 طنا من الامدادات الطبية والأدوية والمضادات الحيوية اضافة إلى الأدوية المخصصة للصدمات النفسية وغيرها .
على صعيد متصل أكد كريستوف بوليراك المتحدث باسم منظمة يونيسيف فى جنيف ان المساعدات التى تم مدها للأطفال فى مضايا أمس تكفى لحوالى 10 آلاف طفل هناك بالرغم من أن الأرقام التقديرية للمنظمة تشير إلى أن حوالى نصف سكان المدينة والبالغ عددهم 42 ألفا هم من الأطفال وبحاجة إلى مساعدات عاجلة وأكد أن المساعدات اشتملت على مواد غذائية لمواجهة سوء التغذية الحاد وبسكويت عال الطاقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة