وسبق أن أشاد كثير من النقاد والكتاب برواية إبراهيم الشريف، وهى الرواية الأولى، والصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. وفى هذا التقرير، نرصد بعض ما قيل فى الرواية وصاحبها.
إيهاب الملاح: روائى "عقر" وموهبة عارمة
بداية، كتب الكاتب إيهاب الملاح، رئيس القسم الثقافى بمجلة أكتوبر، إن أحمد إبراهيم موهبة عارمة، وهو روائى "عقر"، وصوت سردى ذكى وحساس يذكرك فورا بأنه تنويعة عصرية من أصالة الطاهر عبد الله مع مسحة معتبرة من تجريب محمد ناجى المفتخر، روايته «موسم الكبك» رواية لا أقول إنها مهمة فقط ولا دسمة فقط بل فى ظنى هى من أهم الروايات التى قرأتها فى السنوات الأخيرة، بعالمها شديد الخصوصية ولغتها الغنية ووفرة مستوياتها الدلالية.
وتابع الملاح فى شهادته، أن التكنيك واللعب فى البناء والسرد والإفراط فى استخدام الهوامش التى تكاد (بل هى فعلا كذلك) تكون نصا موازيا، لكنى لم أتضرر كثيرا من هذا ولم أتحفظ عليه، صحيح أننى كنت فى حالة احتشاد ذهنى مرهقة، لكن ومن قال إنه يجب على كل رواية أن تسلم نفسها بسهولة وتمنح أسرارها كلها دفعة واحدة؟!
أحمد شوقى: يطوع لغته لخدمة تصوراته عن العالم
وفى قراءة للروائى والقاص أحمد شوقى على، أوضح أن أحمد إبراهيم الشريف يطوع أداته اللغوية لخدمة ذلك التصور "الرومانسي" المتخيل، فتبدو اللغة المغرقة فى الشاعرية هى المسيطرة على السرد، حتى فى وصفه لأكثر لحظات الأحداث سخونة، وهو مشهد قطع السفينة لشباك الصيد، وكأن المشهد فى لغته الشعرية المكتوب بها، يشبه بالضبط تلك الصورة الغائمة التى تتخلق فى ذهن شخص ضُرب للتو بعصا غليظة على رأسه، بحيث يبدو المشهد العام "للعركة" وكأنه تلك الأضواء الملونة الساطعة والخافتة التى يراها ذلك الشخص قبل أن يقع صريعًا فى حالة من الإغماء.
زيزى شوشة: لغة شعرية تناسب الجراح المفتوحة والوجع الممتد
ومن جهتها، رأت القاصة والصحفية زيزى شوشة، أن الروائى والباحث الأدبى أحمد إبراهيم الشريف يمزج فى روايته «موسم الكبك» بين الواقعى الذى يدور حول مصاير مجموعة من البشر الفقراء؛ طالتهم يد السلطة عبر اختراق سفينة سياحية لشباكهم الهشة، والغرائبى فى حكاية «حياة» المرأة الأسطورة التى نمت من دمائها النخلات الثلاث فى القرية، معتمداً على لغة شعرية تناسب الجراح المفتوحة والوجع الممتد.
إبراهيم عادل: صائد الحكايات ويجعل قراءه جزءا من نصه
من جهة أخرى، رأى الكاتب إبراهيم عادل، فى مقالة عن رواية موسم الكبك، أن أحمد إبراهيم الشريف يعمد فى روايته الأولى إلى رسم عالم " قادرًا من خلال لغته الشاعرية المميزة وتفاصيل حكاياته على ولوج الصيادين" بشكلٍ جديد ومختلف، يبدو فيه ذلك العالم بإنسيابية، وترك القارئ يغوص معه فى شخصياته من البسطاء والمهمشين الذين يحتفى بهم النص/الرواية ويجعل منهم أبطالاً لا يقلون أهمية وخطورة عن السادة أصحاب السطوة والمال!
ويضيف إبراهيم عادل، "هكذا يجد القارئ نفسه فى كل مرة متماسًا مع شخصيات الرواية متعاطفًا معها، وكأنه جزءٌ تكتمل به اللوحة المرسومة بعناية، فما إن ينتهى من حكايةٍ حتى "يغوص" فى أخرى، وكأنه فى نفس تلك الشباك التى يفردها الصيادين كل ليلة وينتظرون رزقهم".
موضوعات متعلقة..
- فوز أحمد إبراهيم الشريف بالمركز الثانى لجائزة ساويرس الثقافية عن موسم الكبك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة