الكثير من الشعب يتعامل مع المواقف المأساوية أو المؤثرة فى الجانب النفسى بالشفقة على صاحبها بالتعاطف الشديد فالعاطفة هى غريزة فى الإنسان فقد نبكى بكاء شديدا وبحزن لفراق أحد أحبائنا أو استشهاده أو لحادث يذهب ضحيته أناس رغماً عنهم أو لمرض آخرين أو لأى مأساة مؤلمة ونشارك بقدر استطاعتنا فى تخفيف الصدمة أو المشكلة وهذا جيد ومحمود ولا غريب على شعبنا الطيب ولكن هناك تعاطف وعاطفة تقتل وتزهق أرواحا أو تشتت ناسا أو تهدر الوقت والمال والاقتصاد أو مقدرات الوطن وتؤدى للفساد المقنن قد تكون بقصد أو غير قصد لأن العرف يسود وعدم تفهم القوانين المنظمة للحياة من خلال الدستور التى تخرج من بوتقته بعد أعدادها وصهرها وتنقيتها فى البرلمان ومن المعروف أن أى دستور وقوانينه المنظمة لأجل الحياة المعاشة بداخل الدولة والدول المحيطة بنا والعالم كله تكون لصالح الإنسان والإنسانية ولكن من المؤسف قد يكون هناك ثغرات بها أو يغض الطرف عن الخطأ كنوع من المجاملة أو التعاطف مع المخطأ أو المؤسسة وخاصة لو كان له نفوذ وسلطة ومال فلنذهب سوياً إلى قارعة الطرق حيث الحوادث براً ونهراً وبحراً فقد نجد هناك تراخيص تعطى مجاملة لنفوذ أو مقابل مادى من خلف الستار التعاطف أصل صاحبها فقير وعنده كوم عيال أو فاتح بيوت لناس شغالين عنده وهكذا مع مستشفيات استثمارية أو اقتصادية ومصانع وعمارات سكنية وغيرها من المنشآت.
تعالوا نذهب للجرائم التى تصل للقتل ونجد الحلول بالعاطفة ويسود العرف ويختفى القانون بحجة نلم الدور ولا يكون هناك عداوة غير عالمين عند تعطيل القانون عن التنفيذ يبلى وينهار ولا يعد له قيمة فيهدر الحق ويعم فساد.
تعالوا نروح المصالح الحكومية فى بعض مؤسساتها فمن الطبيعى هناك قانون ينظم مواعيد ساعات العمل ( الحضور والانصراف) إلا أننا نجد تأخر الموظفين عن أعمالهم وقت كبير مما يعطل مصالح الناس أو يضيع دروس عن الطلبة فى مدارسهم بالرغم من وجود إجازات وتأخيرات وضعها القانون حق للموظف مدفوعة الأجر إلا أننا نجد صاحب العمل أو المدير وبعض الزملاء يتعاطفون مع ذلك الموظف أو الموظفة بأسباب تندرج تحت ( المواصلات – عنده ظروف اجتماعية – يعمل فترة مسائية – وغيرها من الأعذار التى يتلمسون منها كسب عاطفة المسئولين لكى يتساهل معهم ليست فى وقت الحضور فحسب بل فى الخروج المبكر أو الغياب دون أن يتغيب ويوقع له فى الحضور فأعدائنا وأعداء النجاح والتقدم يأخذون من موروثاتنا وعطفنا وتعاطفنا سلاح قوى يغير مسارهم من طريق البساطة وطيبة القلب والمشاعر المرهفة إلى طريق الهدم لمصرنا اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وغالبية جوانب الحياة وبوابة الدخول شعارها الأجور والرواتب غير كافية والأسعار فى زيادة والرقابة خارج الخدمة والقوانين غير رادعة أو لا تطبق وغالباً ما تكون طاقة مكسب وتربح لموظف أو قيادى أو رئيس ومدير عمل.
إذا أردنا السير نحو التقدم فلنبدأ بإعادة الانضباط فى حضور وانصراف العاملين بالدولة سواء حكومة أو القطاعات الخدمية طول فترة دوام العمل ووضع كل تخصص فى مكانه دون إضافة تخصصات أخرى للعامل أو الموظف تكون عبء على أداء مهامه الحد من النظام البر وقيراطى تطبيق القوانين والقرارات المقننة فغالبيتها لا تكون ضد التنفيذى، المتابعة الجادة والتوجيه لكل مؤسسات الدولة على مدار ساعات العمل حسب كل مؤسسة مبدأ الثواب والعقاب والتحفيز دون تحيز ومجاملة لأحد لا تعاطف إذ كان صاحبها يظنها حق مكتسب ومن ضمن العرف داخل المؤسسات، مصر بحاجة الآن لتغيير نظام الدفتر الورقى للحضور والانصراف وتركيب كاميرات متابعة وربط كل مكتب وإدارة ومؤسسة بشبكات الكترونية مع دواوين المديريات والوزارات تفريغ المؤسسات التى بها عمالة زيادة عن الحد المسموح به ووضع الزيادات فى أماكن بها عجز مع مراعاة طبيعة وظروف من ينقل لكى لا يضار بأى شكل من نقله ويجب أن لا تأخذنا الشفقة والتعاطف نحو أى مؤثر بل لأبد أن نفرز ونفهم ونتيقن لعل يكون هذا العطف هو لعبة يكسب من خلفها مريض هوس المناصب والمال أو خوف من صاحب نفوذ أو مسئول.
أخيراً احترسوا من التعاطف لأنه آفة مدمرة للصالح العام طالما هناك قنوات وقوانين تلبى حاجة من نتعاطف معه.
رفعت يونان عزيز يكتب: عندما يكون التعاطف ضار جدا بالمصلحة العامة
الثلاثاء، 12 يناير 2016 03:40 م
موظفين
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة