سُئلت من بعض وكالات الأنباء يوم الأربعاء 6/1/2016 هل سيذهب الرئيس السيسى هذه الليلة إلى الكاتدرائية للمعايدة على المصريين الأقباط مثل ما ذهب فى العام الماضى؟ قُلت.. سواء ذهب أو لم يذهب مرة أخرى فزيارة السيسى للكاتدرائية العام الماضى قد أسست ووضعت حجراً لأساس مشروع مصرى لتطبيق مواد الدستور ووضعها موضع التنفيذ العملى بعيداً عن الشعارات والمجاملات النظرية حتى يتم تفعيل المواطنة الحقة الصحيحة على أرض الواقع حيث إن القضية ليست بتكرار الزيارات.
ولكن قرر السيسى هذه الزيارة وكانت فى مناخ مصرى حميمى رائع فاستقبل الأقباط الزيارة والسيسى استقبالاً رائعاً قبولاً للزيارة وترحيباً وسعادة بالزائر.
ولا شك أن الزيارة الأولى العام الماضى كان يمكن أن تكون كسراً لقاعدة عدم ذهاب رئيس أو حاكم إلى الأقباط فى مثل هذه المناسبة ويكون هذا تدشين لعلاقة متوازية وطبيعية بين حاكم وشعبه دون تفرقة أو تمييز. ولكن أن يذهب السيسى هذا العام فهذا يعنى أن الزيارة قد أصبحت تقليداً سنوياً للسيسى ولغيره من الرؤساء القادمين خاصة أن الزيارة تواكبت وكانت لاحقه بالاحتفال بالمولد النبوى الشريف الذى وجه فيه السيسى التحية والتهنئة للأقباط بعيد الميلاد ولذا كانت الزيارة حاملة لرسائل عديدة ومتعددة، الأولى أن هناك نية حقيقية لتفعيل المواطنة والتعامل مع المصريين دون تمييز لأى سبب.
الثانية: أن هناك حالة جادة لكسر تابوهات تاريخية وسياسية ترسخت فى العقل الجمعى المصرى على أسس طائفية يتم كسرها الآن.
الثالثة: الرد العملى على من يريد التفرقة بين مصرى ومصرى مستنداً لاجتهادات شخصية ومصلحية لا علاقة لها بصحيح الإسلام ولا مقاصده العليا العظيمة فإذا كانوا يوصون بعدم المعايدة على الذميين هنا فالرئيس يذهب بنفسه للمعايدة على المواطنين المسيحيين وفى كنيستهم.
الرابعة: رسائل تؤسس لعلاقات اجتماعية وإنسانية بين المصريين وعلى المدى المستقبلى تساهم فى تغيير كثير من الثقافات والعادات والممارسات الخاطئة التى حان آوان تغييرها.
الخامسة: لا ولن تكون مثل هذه الزيارات موجهة إلى فريق ضد فريقً آخر ولكنها زيارة طبيعية من رئيس مصر إلى شعب مصر دون خلفية أنه مسلم وهم مسيحيون.
السادسة: رسالة للعالم أجمع أن هناك مناخاً جديداً يعى العلاقات المصرية التاريخية حتى لا نترك فرصة للتدخل فى الشؤون الداخلية لكل من هب ودب. كما أن الزيارة كانت حالة من الحوار بين الرئيس والأقباط حتى إن كانت من جانب واحد ولكنه أراد أن يركز على القضايا التى تتصارع داخلهم وإن لم تعد تظهر علانية الآن خاصة بعد 30 يونيو وكان العنوان إعادة ترميم الكنائس التى هدمت فى 14 أغسطس 2014 نعم هناك مشاكل وقضايا طائفية تراكمت عبر التاريخ فى الإطار السياسى والاجتماعى والثقافى. نعم هناك مناخاً جديداً وروحاً مصرية وسطية تقبل الآخر وهناك تغيير سياسى بدأ فى التنامى مستقبلا. ولكن لا شك مع تقديرى الكامل لهذه الزيارة يجب أن تكون هى إشارة البدء لكل مؤسسات الدولة أن يتم تحقيق المواطنة والمساواة بين المصريين دون تفرقة ولا يجب أن نختصر القضية على المجاملات وتطييب الخواطر ولكن لابد أن تكون المواطنة حقيقة والقانون فيصلاً وحاكماً بين الجميع. لا يجب أن يكون هناك عازلاً وفاصلا بين قناعات ومقولات الرئيس وبين أجهزة الدولة خاصة الرئيس فى هذا لا يتناقض مع الدستور والقانون فالأهم وقبل المجاملات هو تفعيل الدستور وتطبيق القانون حتى تكون مصر لكل المصريين. وكل عام والمصريون بخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة