قصة لقلب موجوع جعلتنى أحلّق بقلب مفزوع فى هذه الدنيا التى لم يدرك أهلها بعد لغة القلوب، هذه اللغة التى ظلمت كثيرا فهى للأسف الشديد لا تكتب وهى أيضا لا تقرأ إلا (بشفرة) معينة ولا يمتلك تلك الشفرة السواد الأعظم من الناس فأصبحت لغة مسكينة تتسول العطف لتبقى على قيد الحياة.
لم أكن أتصور أن تتسارع نبضات قلبى وأنا استمع لقصة صديقى الذى أعادنى للزمن الجميل ذلك الزمن الذى يقدر لغة القلوب، فلا أكاد أستطيع أن أصف كيف كان صديقى يتصبب عرقا ولا كيف كانت عيناه تموج بدمع تتلألأ قطراته وهى تتساقط على خديه من شدة ما يجيش بصدره من مشاعر.
وتساءلت هل من المعقول أننا مازلنا نجد فى (دنيانا) هذه تلك القلوب النقية التى تقدر لغة القلوب وتتعاطى معها، فقد تصورت لزمن أننا تناسينا تلك اللغة المظلومة فقد تجمدت المشاعر بسبب ضغوط الحياة والتكالب عليها، حتى فى مجال الفن اختفى عهد الرومانسية لتظهر لنا أفلام المقاولات والإيحاءات الجنسية وإظهار مساوئ المجتمع وإخفاء محاسنه ليرانا الغير بخلاف طبعنا وطبيعتنا.
ليروى لى صديقى قصته وكمية الأسى تتساقط من بين شفتيه كأنها شلال من المشاعر الدافئة وكيف أحب بكل عفة وصدق مشاعر، فهو لم يكن ليصدق نفسه بعدما وصل سنه لقرابة منتصف العمر أن يجد من يستحق كل هذا الحب الجياش ليستطرد صديقى، ولكن وما أدراك ما (لكن) الظروف يا صديقى حالت بينى وبين من أحببت، فبرغم كل هذا الحب العذرى النقى فرقتنا الظروف !!!
لا أخفيك سرا عزيزى القارئ أننى كدت أجن بل كدت ألطمه على وجهه من هول المفاجأة وصرخت فيه بكل قوة وقلت له (أى ظروف وأى عراقيل تجعلك تتخلى عن قلبك وعقلك بعدما رأيت منك كل هذه المشاعر؟ هل تريد قتل هذا الإنسان الجميل فيك؟ هل هى ظروف مادية؟ فسحقا لأموال العالم التى تقتل الخير فينا، أم هى ظروف اجتماعية وشكليات؟
سحقا أيضا لأى ظروف تفرق قلوب تجمعت على المودة ومرضاة الله عز وجل وحب نقى، وسألته (ألم تفكر فى حال الطرف الآخر الذى أصبحت أنت كل شىء فى حياته)، أين المروءة والفروسية؟ أين الرجولة؟
تلعثم صديقى وهو يسوق المبررات الواهية وبدأت عبراته تتساقط كأنه يراجع نفسه ويعاتبها، فقلت له ليس هذا بوقت توبيخ للنفس بل هذا وقت العمل، قم يا رجل واتمم مشروعك الذى أعدت العالم فيه للزمن الجميل (زمن الحب العذرى) زمن يتباكى عليه الناس جميعا، ولكن ليس فى استطاعتهم أن يعيدوه للحياة فقد ماتت بذوره لديهم منذ زمن سحيق، اخلع يا رجل عباءة اليأس والشكليات وامتطى جواد الفروسية قبل أن تندم البقية الباقية من عمرك.
لا أزعم يا عزيزى القارئ أنه بإمكانى أن أعيد النهر لمصبه ولا لأغير مجريات التاريخ بلغة القلوب، ولكن حاول أن تقف مع نفسك لحظات وتسألها (هل مازلتى تذكرين لغة القلوب) فإن تسارعت نبضات قلبك فاعلم أن بذورها لم تمت لديك وعليك أن تحاول مسرعا إدخالها إلى غرفة (الإنعاش) حتى تسترد أنفاسها لتعود للحياة وساعتها سوف تتغير حياتك للأفضل، فلو أنك سألت كبار السن (شيوخاً أو عجائز) عن تجربتهم فى الحياة لقالوا لك (يا ولدى خضنا الكثير من معارك الحياة بحلوها ومرها، وبعد كل تلك التجارب وجدنا أفضل ما فى الدنيا (راحة البال) وأى راحة بال يا صديقى بعد صفاء النفس، ووجود من يرتاح قلبك إليه فى حياتك؟
اصدقاء - صورة ارشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة