ناجح إبراهيم

يا قوم.. ما ذنب مساجد السنة؟!

الأربعاء، 13 يناير 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعدمت السعودية عدداً من مواطنيها اتهموا بالإرهاب أو الدعوة إليه، ومنهم الشيعى السعودى نمر النمر، وإذا بإيران الدولة تخطئ أخطاءً استراتيجية خطيرة بسماحها بالتدخل فى الشأن السعودى تارة أو التغاضى عن حرق القنصلية السعودية فى طهران تارة أخرى، تحت سمع وبصر الشرطة الإيرانية، مع أن القانون الدولى يعتبر السفارة أو القنصلية جزءا لا يتجزأ من الوطن والعدوان عليه كالعدوان على الوطن. كما أن الإسلام حرم الاعتداء على الرسل حتى فى حالات الحرب، واستقر ذلك فى عرف الفقه الإسلامى وفى عرف القانون الدولى.

إن الأزمة الكبرى فى السياسة الإيرانية منذ ثورة الخمينى أنها تعتبر الشيعى اليمنى من رعاياها والشيعى السعودى أو اللبنانى أو الإماراتى أو البحرينى أو السورى من رعاياها، وليس من رعايا السعودية أو لبنان أو الإمارات أو البحرين أو سوريا، ولا ينبغى لأحد أن يتصرف معه أى تصرف لا ترضاه إيران، وبذلك تلغى فكرة الدولة الوطنية. وفى نفس الوقت أعدمت إيران الكثير من زعماء وأدباء وقادة وشعراء السنة فى الولايات الخاضعة لها، ولم يتدخل أحد من هذه الدول فى الشأن الإيرانى، ومنعت أهل السنة من معظم حقوقهم، ولم يتدخل أحد، لأنهم فى النهاية مواطنون إيرانيون، وكل ذلك يعتبر هيناً بالنسبة لما جرى فى العراق عقب إعدام الزعيم الشيعى السعودى نمر النمر، فقد قام بعض أفراد الميلشيات الشيعية المتطرفة بتفجير مسجد الفتح فى قرية سنجار شمال الحلة، كما فجروا مسجد عمار بن ياسر فى منطقة البكرلى، كما فجروا مسجدين فى ناحية الإسكندرية، واغتالوا إمام مسجد خامس، وكل هذه المساجد تابعة لأهل السنة فى العراق.

ولنا أن نتساءل ما علاقة هذه المساجد بالسعودية؟ وما علاقتها بإعدام شخص سعودى؟ وهل مرتادو هذه المساجد لهم ناقة أو جمل بما يحدث عامة فى السياسة وخاصة فى السعودية أو على وجه الخصوص بإعدام نمر النمر؟ وهل هؤلاء السنة العراقيون هم الذين حكموا عليه بالإعدام مثلاً أو قاموا بتنفيذه أو هل استشارهم أحد فى ذلك؟! وما علاقة المساجد التابعة لأهل السنة بإعدام شخص فى بلد آخر؟!

ولو فرضنا جدلاً أن هؤلاء سعوديون فهل المواطن مسؤول عن سياسة دولته؟ وهل يتحكم المواطن البسيط فى أى دولة سواءً ديمقراطية أو غير ديمقراطية فى السياسة الداخلية أو الخارجية لوطنه؟ وهل الإسلام يقر بذلك، وهل على بن أبى طالب أو الحسن أو الحسين يأمر بمثل ذلك؟ أليس الإسلام هو أول من أقر بشخصية المسؤولية والعقوبة قبل القانون الوضعى بـ14 قرناً.

وإذا كان الإنسان ليس مسؤولاً عن أبيه أو أمه أو زوجته وابنه، فكيف يكون مسؤولاً عن تصرفات دولته فضلاً عن كونه مسؤولاً عن تصرفات دولة أخرى؟! وما دخل العراقى السنى البسيط بصراعات إيران والخليج؟! وهل يجوز تفجير المساجد التى تستلهم أمانها من أمان الحرم الشريف الذى قال الله عنه «ومن دخله كان آمناً؟».


ومتى يكف الذين ينسبون أنفسهم زوراً وبهتاناً إلى أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى إمام الأتقياء على بن أبى طالب وإلى رمز العفو الحسن بن على، وإلى رمز الثورة على الظلم الحسين بن على؟ متى يتوقفون عن الظلم والبغى على عباد الله البسطاء الغلابة؟ ومتى يتوقفون عن هدم المساجد والقتل بالاسم والمذهب وحرق قرى السنة الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى الصراعات السياسية، إن مصيبتنا الكبرى ليست فى القاعدة وداعش وحدهما، ولكن أيضاً فى كل الميلشيات الشيعية الجبارة التى تقتل بالاسم والمذهب فى العراق وغيرها.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة