شجون فى ذكرى «الورد اللى فتح فى جنانين مصر»
10 أيام تفصلنا عن الذكرى الخامسة لثورة يناير، نستعيد معها رائحة مسك شهداء قصر النيل وميدان التحرير وليلة 28 وموقعة الجمل وشباب ميدان الأربعين بالسويس، نستعيد معها ذكريات هتافات الثورة «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، نتذكر معها حريق مبنى الحزب الوطنى، ومقدار السعادة فى وجوه الشباب مع كل شعلة نار جديدة فى غرفة صناعة القرار السياسى لنظام أفسد 30 عامًا متتالية.
مع هذه الذكرى العطرة، نتذكر أفضل ما كتب فى الصحافة المصرية عن «الورد اللى فتح فى جناين مصر»، نتذكر غلاف صحيفة الأهرام الشهير بسقوط نظام مبارك وصورة اللواء محسن الفنجرى وهو يؤدى التحية العسكرية للشهداء، نتذكر اللجان الشعبية وما كشفته لنا عن شهامة الشعب المصرى و«جدعنته»، نتذكر عدم وقوع جريمة جنائية واحدة فى الـ18 يوما لثورة يناير.
مع كل هذه الذكريات العطرة، لابد لنا أن نراجع أنفسنا، نعم نراجع أنفسنا، لا بد أن نؤسس لما يسمى بمراجعات يناير، مراجعات القصد من ورائها معرفة ماذا حدث لكى تتحول الذكرى الخامسة من يوم فخر فى تاريخ البلاد إلى يوم نخاف منه، نخاف أن يتحول إلى تظاهرات أو شغب أو فوضى، بدلا من أن يكون يوم احتفال حقيقى.
لابد أن نراجع أنفسنا، كيف تحول الصف الأول من شباب يناير إلى مساجين خلف القضبان بدلا من أن يكونوا فى طليعة شباب البلاد حاليا، وما هى أخطاء شباب يناير لدرجة دفعت قطاعات كبيرة من المجتمع المصرى إلى «كرههم» وعدم قبول سماع أسمائهم فى أوقات مختلفة، وكيف فشل بعض من شباب يناير فى مناصب قيادية بالدولة أوكلت له، وهل هذا خطأ فى الأشخاص أم فى جيل الشباب بالأساس؟
أتمنى أن نصل بمراجعات يناير إلى أسباب حقيقية وراء الاستفسارات التالية:
1 - هل كان الأفضل فى دولة مثل مصر بتعقيداتها، يناسبها تحرك ثورى أم تحرك إصلاحى، ولو كان جرى فى يناير 2011، خطوات إصلاحية، لكان الوضع أفضل من الآن أم ماذا؟
2 - لماذا رؤساء الأحزاب ما قبل يناير، هم رؤساء الأحزاب بعد يناير، ثابتون على مر العصور، بينما شباب الأحزاب وشباب يناير ممن نزلوا الشوارع وهتفوا فى المظاهرات، لم يحصلوا على حقهم حتى الآن؟
3 - لماذا فشلت أغلب وجوه المعارضة فى تقديم بديل وقت أن كانت البلاد تعانى من فراغ سياسى، وفشلوا فيما بعد فى تقديم نموذج حقيقى للتعاون مع الدولة المصرية، فأصبح نجاحهم الوحيد فى أن يكون صوت المعارضة، لا صوت البناء مع الدولة؟
4 - لماذا تعترف القيادة السياسية بثورة يناير، ويكرر الرئيس عبدالفتاح السيسى ذكرها فى كل احتفال، بينما يبدو من المشهد خوف مؤسسات أخرى داخل الدولة من ثورة يناير، خوف يصل إلى معاداة يناير بالأساس والتحرك ضدها فى كل المساعى؟
5 - هل الأفضل من أبناء يناير، الآن، الهجوم على السلطة الحالية بكل قوة، فقط، أم أيضا إعادة تقديم أنفسهم للشعب المصرى بشكل مختلف، بعيدًا عن أخطاء الماضى؟
6 - هل نحن بحاجة لإعادة تقييم شخصياتنا الوطنية، وفق تطورات مواقفهم الحالية، بما يعنى مثلا المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية..آمن شباب كثير بهم وراهنت على حلمهم فى مصر الجديدة، ولكن عندما خسروا الانتخابات تركوا المشهد، وتبخرت مشاريعهم نحو الدولة الجديدة؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة