د. محمد جمال كفافى يكتب: الثورة على نظام التعليم أولا!!

الإثنين، 18 يناير 2016 12:00 ص
د. محمد جمال كفافى يكتب: الثورة على نظام التعليم أولا!! مدارس أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن التعليم بكافة مستوياته أهم مصانع إنتاج الثروة البشرية اللازمة للتنمية الشاملة فى كافة المجالات، فإن صلحت المنظومة التعليمية صلح معها مشروعات التنمية الشاملة المستدامة، وإن انهارت انهار معها أى مشروع تنموى فى أى مجال، فالمؤسسات التعليمية وظيفتها الأساسية ليس منح الشهادات ولكن تنمية المعارف والمهارات وتعلم سبل التفكير والإبداع واعداد الكوادر والقيادات.

ومما لاشك فيه أن مخطط تدمير العملية التعليمية فى مصر طيلة العقود السابقة من مرحلة الابتدائى إلى الجامعة كان هدفه الحقيقى هو تدمير خطط التنمية الحقيقية، والاكتفاء بالمدارس والجامعات لمنح الشهادات فقط!! وعلى التوازى كان مخطط الإعلام الموجه وإهمال الثقافة وبيع القطاع العام بثمن بخس لتدمير اقتصاد الشعب المصرى والسقوط فى "بئر الفشل" ليحول الشعب الذى حطم اسطورة الجيش الذى لا يقهر إلى شعب أقصى طموحاته المأكل والمشرب والمسكن والعلاج، وترتب على ذلك انهيار العمليات الإنتاجية والإبداعية ولم نعد قادرين على إنتاج شىء مميز وتراجعت مصر فى أغلب المؤشرات العالمية.

ولذلك أخلص إلى أن الاحتياج إلى ثورة إصلاح التعليم وعودة مكانة المدرسة والجامعة مرة أخرى هو أكبر التحديات التى تواجه مصر، وهو الطريق المحورى إلى التنمية الشاملة المستدامة واحداث التغيير الحقيقى المنشود لمواكبة متطلبات الاقتصاد العالمى الجديد New Economy وهو ما يسمى بإقتصاد المعرفة Knowledge Economy.

فلقد اختلفت مفاهيم القوة والتقدم ومفاهيم الرفاهية والعمل والوظيفة وأصبحت جميعها تدور حول محور واحد فقط هو المعرفة... حيث إن الصراع العالمى فى الألفية الثالثة لن يكون صراعاً على رأس المال أو المواد الخام الرخيصة أو الأسواق المفتوحة بل إنه سيستمر لفترات طويلة صراعاً على المعرفة المتميزة، لأنها هى التى ستصنع القوة وتوفر المال والمواد الخام وتفتح الأسواق.. وخير مثال على ذلك اليابان عدد سكانها 127 مليون نسمة وتعد واحدة من أعلى البلدان كثافة فى العالم، وليس فيها بترول ولا فحم ولا حتى خام الحديد، ولكنها تمتلك أثمن ثروة مستدامة الا وهى الثروة البشرية المسلحة بالمعارف والمهارات المتميزة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة