تحول شهر يناير منذ 2011 وحتى الآن، إلى شهر الابتزاز والتهديد والوعيد والكآبة والخوف، والبارود والدم والخيانة وإثارة الفوضى.
شهر يقفز فيه بضع من أصحاب الهوى والمصالح، والباحثون عن السلطة والشهرة والمجد، تحت شعارات براقة تعمى الأبصار، وتسحر البصيرة، ظاهرها الرحمة وباطنها كل أنواع العذاب، والتعذيب للملايين المصريين.
فئة تطلق على نفسها ناشطون وخبراء استراتيجيون وثوار، خرجوا على المصريين منذ صبيحة 25 يناير، وصدقهم الناس وأزاحوا نظام مبارك، وانصرف الآلاف من الميادين، وعادوا إلى منازلهم، فى انتظار تحقيق الآمال، من العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، ومرت الأيام، وتحولت الميادين إلى «قندهار وبيشاور» ووجدنا كل إرهابيى العالم بقيادة جماعة الإخوان يسيطرون على مقدرات البلاد، ممتطين ظهور أدعياء الثورية، واتحاد ملاك الثورة.
وعاش المصريون فى كابوس مرعب من فوضى أمنية وأخلاقية، وتدهور اقتصادى مريع، وتضخم مشاكل خطيرة من الكهرباء والبنزين والسولار والغاز، وعاث البلطجية فى الأرض فسادا، يقطعون الطرق، ويخطفون الناس، ويسلبون وينهبون، وشهدت البلاد أكبر حالة سرقات للسيارات فى تاريخها، وأغلقت المصانع، ونهبت المتاجر، وانهارت المرافق، وساد قانون الغاب، واستشهد المئات من الأبرياء، وزُرعت الأرض بالقنابل والمتفجرات بديلا عن القمح والذرة والشجر والورود.
ووسط تلك الانهيار خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه فى 30 يونيو 2013، لا هدف لهم إلا استعادة دولتهم التى سرقتها الجماعات الإرهابية، بمساعدة اتحاد ملاك الثورة، ونجحوا فى ذلك، وبدأت مصر تعرف طريقها للاستقرار، وتستعيد دوره الإقليمى، وتواجه وترمم العبث الذى خلفته 25 يناير، فى كل المجالات، وتقف بقوة فى وجه الدول المتآمرة والطامعة فى مقدراتها.
لكن، ومع حلول شهر يناير من كل عام، يخرج علينا كهنة يناير واتحاد ملاكها، فى مقدمة الجماعات الإرهابية، يهددون بثورة جديدة، ويحاولون إلقاء مصير البلاد فى مستنقع الفوضى والانهيار، ووضعها على طريق ليبيا وسوريا واليمن، فتجد البرادعى يقود القطيع، تحت شعارات الاختفاء القسرى تارة، والتعذيب فى السجون، والدفاع عن الإخوان تارة أخرى، ويسير خلفه الأسوانى وصباحى ووائل غنيم ومصطفى النجار وباسم يوسف ويسرى فودة، وباقى النحانيح، يُكبرون ويسبحون بكلامه، ويؤججون لنار الفوضى.
هؤلاء الجالسون خلف الكيبورد، وفى منتجعات أوروبا وأمريكا، والمتسكعون على مقاهى وسط القاهرة، لا يعرفون سكان مصر فى 28 محافظة، كيف يعيشون، ومن أين يتدبرون أمور حياتهم من توفير المأكل والمشرب، والتعليم والصحة، والبحث عن وسائل رزق تعينهم على سد أفواه أطفالهم.
هؤلاء لا يهمهم مصير 90 مليونا، وأين سيذهبون عندما تقع البلاد فى مستنقع داعش، ولم يتأثروا بمشاهد غرق الأطفال والنساء السوريين، ومنظر الأمهات الثكلى، وكبار السن، وهم يتسولون فى مخيمات الإيواء، بعد أن تركوا بلادهم وبيوتهم وتشردت أسرهم، وتعرت نساءهم، وفقدوا كبرياءهم.
هؤلاء حولوا شهر يناير، إلى شهر كئيب، ومخيف للمصريين، يهددون الآمنيين، ويدعمون الإرهابيين، وبدلا من الاحتفال بالثورة التى يرون فيها السلمية والنقية، يسخرون جهودهم لإشعال الحرائق والقتل والسرقة والنهب، وإقامة سرادق العزاء، والبكاء والنحيب، واللطم على الخدود وتقطيع الملابس فقط.
ونسألهم.. بالله عليكم.. هل دى ثورة؟ وهل تعتقدون أنه لو سقط النظام الحالى ستتمكنون من الحكم؟ وألا تدركون أن هناك وحشا مفترسا يترقب اسمه «داعش»؟.. لك الله يا مصر... !!!
دندراوى الهوارى
"يناير" شهر حفلات السيرك الدموى وإثارة الفوضى فى البلاد
الإثنين، 18 يناير 2016 12:01 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة