أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

الأزهر وتجاهل سيد القمنى..طريقة جديدة لمعركة قديمة

الثلاثاء، 19 يناير 2016 07:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خطوة مغايرة ومختلفة قام الأزهر الشريف بحركة ذكية جدا تحسب له، كما أنها تعبر عن طريقة تفكير جديدة قد تسود فى الفترة المقبلة فى مواجهة المشكلات الجدلية، وهى أنه ترددت أصوات قوية من داخل المشيخة تطالب بعدم رفع دعوى قضائية ضد الكاتب سيد القمنى بعد هجومه على الأزهر، ودعت بأن تتبنى أسلوب ما يسمى «التجاهل»، وهو أسلوب لو تعلمون عظيم.

نعم الأزهر ليس «مقدسا»، ونستطيع أن نتفق ونختلف معه وليس قيما على «الدين»، لكن به علماء أفاضل يمكن الاستشارة بآرائهم، لأنهم تبحروا فى علوم الدين أكثر من بعضنا، ومع هذا نظل محتفظين دائما بمنطق الأخذ والرد عليهم، ومهما يكن الاختلاف مع هذه المؤسسة لا يمكن أبدا أن يطالب أحدنا باعتبارها «منظمة إرهابية» مثلما فكر سيد القمنى الذى دعا فى أول شهر يناير من العام الحالى إلى إدراج مؤسسة الأزهر ضمن المنظمات الإرهابية، ونشر عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك» عريضة توقيعات تم تدشينها على موقع جمع التوقيعات الشهير «آفاز»، بهدف تقديمها إلى الأمم المتحدة للتصديق على إدراج الأزهر ضمن قائمة المنظمات الإرهابية دوليا.

وفى الحقيقة لم يفكر سيد القمنى فى شيئين مهمين، الأول الخواء الذى سيحدث لو تم اعتبار الأزهر منظمة إرهابية، فإن ذلك كفيل بصعود إرهابيين حقيقيين إلى مقدمة المشهد، يتحدثون عن الدين بدلا من علماء الأزهر الذين يعتبرهم العامة يمثلون الوسطية الدينية، حتى لو اختلفنا مع بعضهم، ومن ناحية أخرى سوف يتم رفع قضية مماثلة ضد الكنيسة باعتبارها مؤسسة دينية إرهابية هى الأخرى، وبذلك يصنع سيد القمنى فتنة كبرى.

الأمر الثانى، أن الأزهر الشريف يعتبر فى العالم الإسلامى رمزا دينيا أكبر مما نتخيل نحن فى مصر، وربما من سافر إلى الدول الإسلامية، يعرف كيف يجلون الجامع الكبير ويعتبرونه مانح الخير فى ربوع مصر، كما أن العالم يعرف دور الأزهر جيدا ولو تم اعتباره «إرهابيا» فسينعكس ذلك على الصورة العامة لمصر خارجيا.

لو اتخذ الأزهر قرارا نهائيا بعدم رفع دعوى قضائية ضد سيد القمنى فسيصبح ذلك هو الصواب بعينه، فمنهج التجاهل ربما يصيب سيد القمنى بإحباط نوعا ما، فهو بالتأكيد يعتمد على الضجة التى تحدثها هذه الدعوى التى ستحول الأمر لقضية رأى عام، لذا أرجو من الأزهر أن يواصل طريقته «الجديدة» المختلفة فى التفكير، ولا يستمع إلى بعض الأصوات المندفعة التى ترى الحل فى اللجوء للقضاء.

بالتأكيد علماء الأزهر يملكون وجهة نظر قابلة للنقاش، والمثقفون والباحثون يملكون أيضا وجهة نظر قابلة للنقاش، لكن الخطأ الكبير أن يعمد أى من الطرفين لإلغاء الآخر أو إنكار وطنيته، وتركه عاريا فى مواجهة العالم الغريب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

شكلك غلبان ولمن تقرأ شيئا في الكتب الازهريه التي تحوي الارهاب والكراهيه..لو نشرها القمني لهزمهم

عدد الردود 0

بواسطة:

اونكل زيزو

يجب فعلا ان يكون الازهر هو قيما على الدين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة