الشهيد أحمد ممدوح محمود، ابن قرية قطور، لم يكن يمتلك حسابا على «تويتر» أو «فيس بوك» ليتابع كل صور التخلف العقلى التى تحاول التمسح فى ذكرى ثورة 25 يناير، أو لينشغل بالرد على التفاهات التى يروجها أصحاب الفراغ والمرضى النفسيون واللجان الإلكترونية.
الشهيد أحمد ممدوح كان يحمل مدفعا نصف بوصة ويعمل ضمن قطاع تأمين مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، لا يعرف سوى ما تعلمه من أن دوره هو حماية التراب الوطنى من كل اعتداء، وأن الشرف يعنى أن نضحى بأرواحنا فداء لبلدنا، وألا نسمح لقوى الإرهاب المسلحة أن تعتدى على الآمنين أو تدمر المنشآت .
الشهيد أحمد ممدوح لا يعرف ولا يصدق كيف يجلس التافهون خلف الكيبورد ليهاجموا بلدهم بالأجر، بينما هو وزملاؤه يصلون الليل بالنهار لمواجهة شراذم الإرهابيين الذين يحاولون منذ سنوات أن يشعلوا تلك المنطقة حتى يصلوها بقطاع غزة، هو يعرف طبعا أن الشر موجود مثل الخير، وأن الأعداء يمدون المتطرفين بالسلاح والأموال ليحققوا أمنيتهم بإضعاف الجيش والشرطة فى سيناء، ويضحك هو وزملاؤه الأبطال من هؤلاء الحمقى الذين يتصورون أنهم قادرون على كسر إرادة المقاتل المصرى.
لذلك، عندما وردت معلومات عن تخطيط جماعة أنصار بيت المقدس لعملية إرهابية جنوب الشيخ زويد، تطوع الشهيد أحمد ممدوح ليكون فى مقدمة القوات التى تتولى صد هذا الهجوم الإرهابى ودحره، ورغم محاولات إثنائه عن ذلك والبقاء فى موقعه، فإنه ألح فى المشاركة حتى وافق القائد المسؤول عن العملية، وبالفعل كانت القوات بانتظار الإرهابى فهد أبو حنيف، أمير الجماعة بالشيخ، زويد ومجموعته التى حاولت الهجوم على كمائن جنوب الشيخ زويد باستخدام العربات النقل المحملة بالأسلحة الرشاشة .
الشهيد أحمد ممدوح استطاع بمفرده قتل خمسة عشر إرهابيا وتدمير ثلاث سيارات كانوا يستقلونها ومن بينهم فهد أبو حنيف، أمير الجماعة الإرهابية بالشيخ زويد، قبل أن ينال الشهادة بطلقة طائشة.
لا يحتاج الشهيد أحمد ممدوح أن يعرف كثيرا أو قليلا عن حروب الجيل الرابع وعن الرسائل الموجهة وعن فكرة التغيير السياسى بالسخرية أو غسيل الأدمغة بالشائعات أو بناء رأى عام مزيف لاستخدامه فى الترويج لأفكار تخدم الطامعين فى البلد.
هو لم يكن فى حياته، وحتى لحظة استشهاده، يؤمن بالكلام الفارغ أو الكلام المغطى بقشرة براقة لتحقيق أهداف قبيحة، لم يكن يعرف إلا أن الخير واضح مثل الشر تماما، وأن العدو واضح ويستحق أن نواجهه ونقاومه، وأن الوطن معنى كبير نفديه بأرواحنا فعلا لا قولا.
الشهيد أحمد كان يعرف ويفخر أنه من حراس هذا البلد، وأن دوره كان عظيما فى حماية الصناع والزراع الذين يسهمون بدورهم فى بناء البلد وإعماره وتنميته، وكان يدرك أن كل من يحاول الهدم والتخريب فى هذا البلد الأمين مصيره الانكسار والهزيمة ثم الزوال، وأن دوره كجندى هو هزيمة هؤلاء المخربين والإرهابيين أيًّا كانوا، وأيًّا كانت تبريراتهم، ففى الحرب إما أن تدافع عن الوطن وإما أن تكون فى صفوف الأعداء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة