واهتم الإخوان المسلمون بالتوسع فى المشاركة السياسية والانتخابات البرلمانية وانتخابات النقابات وأندية أعضاء هيئات التدريس، فيما توسعت أنصار السنة والجمعية الشرعية فى إنشاء فروع لها فى المحافظات، وواصل الإخوان المسلمون والسلفيون، بجذورهم الإخوانية، نشاطاتهم وأكثر توسعا بمحاصرة خلق الله فى كل بر مصر سياسيا واجتماعيا، ساعدهم على ذلك انشغال الدولة بالمعركة مع التيارات «الجهادية/ الإرهابية» التى ظنوها المعركة النهائية التى لم تكن بالطبع كذلك، حتى وصلنا منتصف التسعينيات، وبالطبع شملهم تزوير الانتخابات مع بقية القوى السياسية الأخرى، وأخذ الإخوان المسلمون يقاومون بكل حنكة اتهامات الدولة لبعضهم فى عدة قضايا بسبب كونهم جماعة محظورة بحكم القانون، فى هذه الفترة تم افتتاح الجامعة الأمريكية المفتوحة التابعة للجامعة الأم فى الولايات المتحدة والتى أسسها الإخوانى السودانى «جعفر شيخ إدريس» مع بعض ناشطى الإخوان فى التنظيم الدولى للإخوان المسلين، وكان أول مدير لها وهو صاحب كتاب «الفيزياء ووجود الخالق» والذى يتساءل فيه: هل الكون أزلى ؟ هل المادة أزلية؟ هل الكون نظم نفسه بنفسه وبالتالى هو نفسه الخالق؟ ماذا بعد الإيمان بوجود الله؟ هل يعقل ألا يكون هناك دين صحيح بين الأديان الموجودة؟ وهل الحق فى اليهودية أم فى النصرانية أم فى الإسلام أم فى غيرها؟ حيث تقدم «نظرية الانفجار الكبير» شرحاً وافياً لمجموعة واسعة من الظواهر المرئية، بما فى ذلك وفرة من العناصر الخفيفة والخلفية الإشعاعية للكون والبنية الضخمة للكون و«قانون هابل»، ونظرا لكون المسافة بين المجرات تزداد يوميا، فبالتالى كانت المجرات فى الماضى أقرب إلى بعضها البعض، ومن الممكن استخدام القوانين الفيزيائية لحساب خصائص الكون كالكثافة ودرجة الحرارة فى الماضى بالتفصيل، وكان الكاهن الكاثوليكى العالم البلجيكى «جورج لومتر» قد قدم الفرضية التى أصبحت لاحقًا «نظرية الانفجار العظيم» عام 1927، ومع مرور الوقت، انطلق العلماء من فكرته الأولى حول تمدد الكون لتتبُّع أصل الكون، وما الذى أدى إلى تكون الكون الحالى، اعتمد الإطار العام لنموذج «الانفجار العظيم» على «نظرية النسبية العامة» لـ«أينشتاين»، وعلى تبسيط فرضيات كتجانس نظم وتوحد خواص الفضاء، وقد صاغ عالم الكون الفيزيائى السوفيتى الروسى «ألكسندروفيتش فريدمان» المعادلات الرئيسية للنظرية، وقد كان الإخوانى السودانى «جعفر شيخ إدريس» أحد أقطاب التيار السلفى المعروف باسم «التيار السرورى» الذى كان يعرف أحيانا بـ«التيار الصحوى»، وهو تنظيم وتيار أسس وأنشأ فى كيان دولة قائمة، ويعتبر اليوم من أوسع التيارات الفكرية والسياسية فى العالم الإسلامى، ومؤسس هذا التيار هو الشيخ «محمد سرور زين العابدين»، وهو سورى من بلدة «حوران» وكان من الإخوان المسلمين وانشق عنهم فيما بعد، وبدأت فى مصر المواجهات الفكرية الحادة بين قادة «المدخلية» وقادة «السلفية»، حيث ظهرت «المداخلة» بعد تحرير الكويت عام 1991 فى دول الخليج العربى والجزائر، وأحياناً يطلق عليهم «الجامية» نسبة للشيخ «محمد أمان الجامى» لتشابههم مع منهجه فى بعض الأمور، خاصة أن الشيخ السعودى «ربيع المدخلى» كان أحد أنجب طلابه، ويتميز التيار المدخلى عن غيره من التيارات السلفية فى اعتباره أن «الجماعة المسلمة» هى «الدولة والسلطان»، ومن هذا الأصل والمنطلق تشن هجومها الحاد على الجماعات الإسلامية والحزبية، لأنها ضد مفهوم الجماعة، فى رأيهم، ومن ثم فهم خوارج على النظام ومبتدعة فى الدين، فالهدف الرئيسى عند «المداخلة» يتمثل فى إنهاء الفرقة فى الأمة والتفافها حول سلطانها، ولم تهدأ «المواجهات الفكرية» بين الفريقين إلا بعد بعض الاعتقالات فى صفوف «سلفية الإسكندرية»، حيث بدأ ظهور بعض قادة جدد فى صفوف «المدخلية»، وزاد ضغط الدولة على الجميع باستثناء بعض الوعاظ مثل «محمود المصرى» و«مسعد أنور» و«محمد يسرى إبراهيم» فى مدينة نصر وهو الذى كان يشارك بالتدريس والإدارة فى الجامعة الأمريكية المفتوحة مع ظهور بعض القنوات الفضائية «الدينية» مع هوجة الفضائيات الاستثمارية.. وللحديث بقية.