نعم، هو سؤال لوذعى، لولبى، حلزونى، يدور على كل ألسنة بسطاء هذا الوطن، فى المصانع، وفى الغيطان، فى الأسواق، وعلى المقاهى، فى محطات المترو والقطارات، ومواقف السيارات، جميعهم وفى صوت واحد، هو الناشط والمناضل والثورى بيشتغل إيه؟!
من أحمد ماهر، وأحمد دومة، وأسماء محفوظ، ومحمد عادل، وعبد الرحمن يوسف القرضاوى، إلى علاء عبدالفتاح، وماهينور، وإسراء الطويل، والعشرات غيرهم من الذين أطلقوا على أنفسهم لقب الناشط، والثورى، والمناضل، ما هو عملهم؟
كل علمنا أن راعى مرضى التثور اللإرادى، ممدوح حمزة، استقدم الناشط أحمد ماهر للعمل فى مكتبه الاستشارى الهندسى بمنطقة الدقى، وعمل لديه بضع شهور ثم تركه، ولم يعمل فى أى جهة من الجهات، سواء حكومية أو قطاعا خاصا، ثم علمنا أيضا أن محمد عادل، كان يعد تقارير مكتوبة ومصورة وإرسالها لجهات أجنبية خارج البلاد، متقمصا دور الناشط الثورى والحقوقى والذراع اليمنى للمناضل خالد على.
وجدنا هؤلاء النشطاء أيضا يتحولون إلى كتبة مقالات فى الصحف، ومقدمى برامج فى القنوات الفضائية، واستغلال نشاطهم الثورى، فى كتابة مقالات تافهة، لا تساوى المداد الذى كتٌبت به، ويقفون أمام كاميرات القنوات الفضائية يخطبون فى الناس بكلام أجوف وساذج، ويصرخون ويسيئون للشعب المصرى ومؤسسات وطنه.
الرجل الذى يحمل فأسه على كتفه ويذهب إلى أرضه، أو الذى يحمل مفتاحا ويقف أمام ماكينات المصانع، أو العامل الذى يقف على بريمة، يحفر فى الأرض لاستخراج البترول، أو عامل البناء، والنظافة، والسباكة، وغيرها من المهن الصعبة والشاقة، يسألون الناشط، هو حضرتك بتصرف منين؟ يعنى شغلانة المناضل أو الناشط السياسى بتدر دخلا شهريا ومن أين؟ وهل شغلانة الناشط دى، على درجات، أولى وثانية وثالثة ورابعة، إلخ؟ وهل هى أعمال كتابية أم يدوية؟
الحقيقة أن شغلانة الناشط، قوامها الفوضى وتأجيج الأوضاع فى البلاد، وكلما ساهم بقوة فى تحريك المظاهرات المخربة، والمدمرة، وإشعال النار، مثلما حدث فى المجمع العلمى، أو محاولة اقتحام مقرات المؤسسات الحيوية، فإنه سيحصل على المقابل السخى باليورو والدولار من الخارج.
شغلانة الناشط، لا تحتاج إلى مؤهلات دراسية، أو درجات علمية بعينها، ولكن تحتاج فقط أن تكون قادرا على تنفيذ المخططات والمؤامرات، وإثارة الفوضى وإشعال الحرائق، وبث الفرقة، ونشر الكراهية للجيش والشرطة والقضاء، والتشكيك فى الرموز السياسية والثقافية والعلمية، وتشويه صورة المسؤولين، واغتيال سمعة الشرفاء.
شغلانة الناشط، مهما تحاول أن تجملها أو تزينها، أو تضعها فى غلاف شيك وغالى الثمن، إلا أنها تحمل الروائح الكريهة والنتنة، التى تزكم الأنوف، وتصيب كل من يشمها بحالة من القرف والاشمئزاز، بجانب أنها منزوعة القيم الوطنية والأخلاقية، وعمادها الخيانة والتآمر، وتنفيذ المخططات الرامية لهدم البلاد.
الناشط الذى لا عمل له، ولا مصدر دخل له، من أين له بكل تلك الأموال التى ينفقها ببذخ شديد، ومن أين له بالشقة الفاخرة، والسيارة الحديثة، والملابس المستوردة، إن لم يكن وبالأدلة والوثائق، تلقى تمويلات من الداخل والخارج لتنفيذ مخططات هدفها إسقاط الوطن؟
الحقيقة، أعيتنى الحيلة، وأرهقنى البحث عن وظائف، أو أى شغلانة للنشطاء، فلم أجد سوى تلقى أمواله من جهات تضمر كل الشر لمصر، ولا يوجد تعريف آخر.
ولك الله يا مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة