سور الإنترنت العظيم.. كيف غزت الصين العالم فى الألفية الجديدة دون "سوشيال ميديا"؟.. حربها لم تقف عند "فيس بوك" بل تمنع "تويتر" و"جوجل".. بدأت فى منتصف التسعينات.. و3% فقط من الصينيين يحاولون كسر الحظر

الخميس، 21 يناير 2016 01:49 م
سور الإنترنت العظيم.. كيف غزت الصين العالم فى الألفية الجديدة دون "سوشيال ميديا"؟.. حربها لم تقف عند "فيس بوك" بل تمنع "تويتر" و"جوجل".. بدأت فى منتصف التسعينات.. و3% فقط من الصينيين يحاولون كسر الحظر الرئيس الصينى شى جين بينج
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهمية خاصة تحيط بزيارة الرئيس الصينى شى جين بينج اليوم لمصر، سواء فى الجانب الاقتصادى أو السياسى وحتى الاجتماعى، وتدعونا تلك الزيارة للنظر فى التجربة الصينية بكل ما تحمله، ولعل ضمن أبرز المفارقات فى تلك التجربة هو تمكنها من غزو العالم اقتصاديا فى عصر المعلومات فى نفس الوقت الذى تشن فيه حربا شرسة على الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، بل وتمنعهم بشكل شبه كامل.

معظم المصريين يدركون أن الصين هى الدولة التى تعيش دون "فيس بوك"، فى عصر يطلق عليه الكثيرون اسم تلك الشبكة الاجتماعية الضخمة ويلقبونه بـ"عصر الفيس بوك"، ولكن الأمر فى تلك الدولة الكبرى يتعدى كثيرا فكرة "فيس بوك"، فالصين تدير حرب عنيفة على الإنترنت بشكل عام، وتشكل ما يشبه بسور الصين العظيم لمحاصرة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى.

بداية الحرب فى التسعينات وتطورات جديدة فى 2015


حرب الصين على الإنترنت بدأت تحديدا فى منتصف تسعينيات القرن الماضى، وتعمل البلاد طوال الوقت على تطوير جدار حمايتها العظيم فى سباق يشبه سباقات التسليح ليقف أمام التطبيقات والأدوات التى يقدمها المطورون لعبور حظر الإنترنت، بل وتعمل الشرطة على ضبط، وبمرور الوقت مع إنفاق المزيد من الاموال والجهد أصبحت للسلطة اليد العليا.

روبرت ناب، الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك فى شركة " CyberGhost VPN" الرومانية، والتى تعمل على تطوير أدوات لتجاوز حظر الإنترنت، يقول لـ"سى إن إن": على المدى الطويل، لا يجب على الناس أن تعتقد أنه سيكون هناك دائما حل تقنى لتجاوز الرقابة.

وتطور الأمر فى 2015 حيث نشر المؤتمر الشعبى الوطنى، الهيئة التشريعية الصينية، مشروع قانون "أمن الفضاء الإلكترونى" والذى يمكن من تعزيز سيطرة الحكومة على شبكة الإنترنت ونشاط الإنترنت، وأكد المسؤولون أنه لحماية البيانات الشخصية للمستخدمين، ولحماية السيادة الوطنية على الفضاء الإلكترونى والأمن والتنمية.

ناجح يفوق التوقعات


النجاح الذى حققه جدار الإنترنت العظيم فى الصين، يفوق كل التوقعات التى كانت تتنبأ بانتهائه وسقوطه سريعا، ولعل أبرز تلك التعليقات كانت تعليق بيل كلينتون الذى شبه محاولات الصين بحصار الإنترنت كمحاولات تثبيت مسمار من الجيلى فى الحائط، ولكن يبدو أن المسمار تشبث بكل قوة، وليس هذا فقط بل نمى وازدهر.

وفقا لإحصاءات مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع فى جامعة هارفارد، فإن ما بين 1-3% من مستخدمى الإنترنت فى الصين يتمكنون من عبور هذا الجدار بانتظام لتصفح الإنترنت المفتوح.

البديل المحلى.. سبب النجاح الأهم


السبب الأهم فى نجاح التجربة الصينية، ليس فقط صناعة جدار ضخم، ولكن هو بناء بدائل محلية قوية داخل هذا الجدار، بحيث لا يبحث المستخدمون عن منافذ لعبوره، أو خرقه، واستنساخ كافة أو أهم التجارب العالمية الحرة واستبدالها ببدائل صينية قوية وتقدم نفس الخدمة وربما أفضل.

الحكومة الصينية مثلا تمنع جوجل، ولكنها تقدم للمستخدمين بدلا منه محرك البحث "بايدو"، وبدلا من تويتر يجد الصينيين "ويبو"، وبدلا من "فيس بوك" هناك "وى شات" والأخير تحديدا كافى للغاية بالنسبة للمستخدمين فى الصين، ويملك أكثر من 600 مليون مستخدم نشط شهريا، ويجنى مليارات الدولارات من العائدات.

ولكن رغم الشعبية الكبيرة لتلك الخدمات، فهى تخضع لرقابة مشددة من قبل الحكومة، وتغلق النقاشات حول الكثير من الأشياء بداية من احتجاجات ميدان تيانانمين عام 1989 إلى أى أحاديث حول شؤون المسئولين فى البلاد.

التكلفة والكيفية


وفقا لتقرير من سى إن إن، من المستحيل تحقيق رقم دقيق عن تكلفة وحجم الجدار النارى الذى تبنيه الصين حول الإنترنت، خصوصا وأن قدر كبير منه يكون فى الخفاء، ولكن إشارة واحدة ظهرت العام الماضى من وسائل الإعلام الصينية الرسمية، حيث أكدت أن أكثر من مليونى مراقب يعملون حول البلاد، مدعموين من قبل منصة تكنولوجية متطور للغاية، وقادرة على تحليل حركة المرور على الشبكة وإغلاق الأدوات المصممة لتخريب الجدار.

مارك زوكربيرج والصين


ورغم ذلك لم تكف محاولات مارك زوكربيرج على اقتحام الصين، فمؤسس فيس بوك تزوج بفتاة صينية، وتعلم اللغة الصينية، كما حرص على مقابلة الرئيس الصينى لدى زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، كما زار الصين أكثر من مرة فى محاولات لم تنجح حتى اليوم فى فك حظر شبكته فى شرق آسيا.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة