فى أسبوع واحد أو أقل رأينا أمثلة متنوعة كل منها نموذج فى العطاء من دون انتظار عائد أو شكر أو حتى صورة، صلاح عطية رجل خصص وقته وثروته لبناء مشروعات خيرية، مدارس ومستشفيات ومصانع وتوفير وظائف ومنح للفقراء ليتعلموا ويكبروا ويستقلوا، لم يكتف بعطايا أو مبالغ ينفقها الفقير لينتظر غيرها.
مثال آخر عظيمة الحسينى التى تفرغت للعمل العام، من مساعدة المسجونين من أشقائها وزملائهم إلى مساعدة أى شخص فى محنة، كما أنها تعهدت بتربية وتعليم أبناء زملائها ممن رحلوا أثناء المسيرة فربتهم ووجهتهم، كانت تفتح منزلها لمساعدة طلاب وتلاميذ صاروا فى مناصب مختلفة، وكل منهم يتذكر عظيمة وجهدها، لم تتوقف بالرغم من بلوغها الثمانين عن جمع مساعدات وبطاطين والذهاب بها مشيا لميدان التحرير فرحة كطفلة تثبت أن العمل والكفاح والإنجاز ليس بالسن ولكنه بالقلب وشباب القلب الحقيقى.
كل من هؤلاء نموذج لإنسان يقرر أن يعيش لغيره أو يخصص وقتا أو مالا لمساندة الآخرين، مساندة لا تعنى أن تمنح «حسنة» للفقير وتتركه، لكن أن تساعده فى أن يتعلم وينمو ويكبر ويستقل.
قلنا إن نماذج متنوعة للمواقف الإنسانية من دون انتظار شكر أو اعتراف، ووسط هذا قلنا إن هناك مسؤولين يقومون بعملهم بكل إخلاص، ومثل كل هؤلاء نماذج مختلفة ومتكررة، ولا نعرف ما إذا لم يظهر نموذج مثل الراحل صلاح عطية من كان يمكنه أن يبنى المدارس والمستوصفات! هناك مشروعات كثيرة يقيمها متبرعون لا يذكرهم أحد، ومثل عظيمة هناك بالطبع متبرعون من كل الألوان.
من هنا نكرر القول بأن الأمر ليس كله أسود ولا رماديا، وهناك نماذج تتكرر من هؤلاء وهم من يقدمون المبادرات والأفكار ومن يعالجون المرضى أو حتى يسعون إلى علاجهم، بالطبع فإن كل هذا يدخل فى إطار «العمل الفردى»، وهو أمر وارد أن يكون كل من هؤلاء فردا، لكنه فرد أكثر فائدة من مجموعات، ومعظم الأعمال العظيمة فى العالم تسبب فيها أو قام بها أفراد لكل منهم دوره.
وكل من هؤلاء يترك ذكرى تمثل مدرسة.. المهم أن تفعل شيئا مهما كان صغيرا يوما ما سوف يكبر وينمو مثل بذرة تصبح شجرة تمد ظلها على الجميع تصبح أشجارا.. هكذا العطاء الإنسانى بعيدا عن أى حسابات.
الفكرة هنا أننا نعرف أن هناك نماذج كثيرة ومفيدة، وأن هؤلاء لو تجمعوا لكانوا قادرين على تغيير المجتمع، لكن كل منهم يظل فردا، وكل منهم يؤثر فيمن حوله، يغيرهم أو يدفع البعض لتقليده، ربما تكون مشكلتنا أننا ننظر للسيئ بأنه جماعة بين الجيد نراه فردا غير قابل للتقليد، بالرغم من أن كلا من صلاح عطية وعظيمة الحسينى كان يعمل من دون انتظار مقابل، أو أضواء. ولو فكروا بملل وزهق ما كانوا فعلوا من كل هذا أى شىء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة