المبدعون ينتفضون أمام قوانين الحريات فى مؤتمر دعم رنا السبكى.. سيد حجاب: علينا التصدى لهذه الهجمة التى تستهدف عقلنا.. مسعد فودة: لو سكتنا الفنانين هيقعدوا فى البيت.. داود عبد السيد: الإبداع ليس تهمة

استضاف نادى نقابة المهن التمثيلية مؤتمراً صحفياً للمنتج محمد العدل لدعم المنتجة رنا السبكى، بسبب صدور حكم بحبسها لمدة عام مع الشغل من قبل محكمة جنح الدقى، ودفع كفالة 5 آلاف جنيه، وتغريمها 10 آلاف آخرى بتهمة خدش الحياء العام بسبب فيلم "ريجاتا"، وحضر المؤتمر كل من مسعد فودة نقيب السينمائيين، المخرج داوود عبد السيد، المخرج زكى النجار، المخرج يسرى نصر الله، والمنتج جابى خورى الفنان صبرى فواز، والفنانة ليلى علوى.

بدأ المنتج محمد العدل المؤتمر قائلاً إن الرقابة تتحمل مسئولياتها أن تصدر بيانًا تدافع فيه عن حرية الإبداع ولكن الرقابة لم تتحرك وهو شىء مهين للرقابة نفسها، وأضاف "العدل" أحمل بعض القنوات جزءًا من الأزمة لأن هناك من يستضيف مدعى الفضيلة الباحثين عن الشهرة ليتحدثوا عن الاخلاق وكأنهم أوصياء عليها وعلينا، ولا أعرف كيف بعد ثورتين أن نتراجع فكريًا وفنيًا كما لم يحدث من قبل، وأضاف العدل أنه يجب علينا جميعا أن نتكاتف من أجل الوقوف فى وجه هذه الحملة التى ستطالنا جميعًا والمسألة ليست فى رنا السبكى التى من الممكن أن تخرج من القضية ولكن المسألة أبعد بكثير من قضية فيلم "ريجاتا".

من جانبه قال الشاعر الكبير سيد حجاب إن هناك مقولة شهيرة لمفكر ايطالى يقول فيها "إن العالم القديم قد مات والعالم الجديد لم يولد بعد وفى هذا الظلام المستنير ترتع الوحوش"، وأنا أرى أن جزءًا كبيرًا من أعمال هذه الوحوش تتجه نحو العقل المصرى والنحو القوة الناعمة لمصر التى كانت تقود الأمة العربية بأسرها، وجزء كبير من هذه الهجمات التى نتعرض لها هدفها مهاجمة الحريات، ونحن وافقنا على دستور يحمى الحقوق ويحمى الحريات ونحن نرى نوعًا من قضايا الحسبة تهدف للالتفاف على الدستور الذى يكفل حرية الإبداع، وعلينا أن نتصدى أمام هذه الهجمة التى تستهدف عقلنا وحقوقنا الابداعية.

وتحدث مسعد فودة، نقيب السينمائيين، قائلاً إن المشكلة ليست فى الحكم الصادر ضد رنا السبكي، ولكنه جزء من المؤامرة التى تستهدف الفن المصرى بشكل عام، ويجب التصدى لهذه الهجمة الشرسة، مضيفًا أن مسألة الحسب يشجبها الدستور الذى كفل حرية التعبير، وهناك عدد كبير من الفنانين واجهوا مشاكل مشابهة، وأبرزهم عادل إمام، والسبكي، مؤخرًا، قائلا: «الأمر خطير؛ لأن لو سكتنا شوية الفنانين كلهم هيقعدوا فى البيت ويتم القضاء على الفن المصرى".

وأكد الفنان أحمد صيام، إن المسالة أكبر من قضية مقامة ضد رنا السبكى، وأنها تكمن فى كيفية التصدى لهواة الشهرة على حساب المبدعين، فالدستور كفل الحرية للمبدعين، لذلك فإن أى محاكمة للمبدعين تكون مخالفة للدستور، فضلاً عن أن الدولة خولت سلطة الترخيص للمنتج الفنى لجهة حكومية تجيز العمل الفنى وهى الرقابة، لذلك إذا كان هناك عيب فهو يقع على الجهاز الحكومى، ومن الأولى أن تحاسب الحكومة أجهزتها قبل محاسبة المنتج .

فيما قال المخرج السينمائى داود عبد السيد، أنا كمواطن وكسينمائى أحتاج لمعرفة مضمون هذا الحكم؛ لأنه لا يحق لأحد أن يقيم دعوى قضائية ضد أحد لحبسه بتهمة الإبداع، ويجب على كل المثقفين وكل المبدعين أن يكونوا جبهة حقيقية لمناقشة حق الابداع وحقوقهم فى أن يقوموا بدورهم فى المجتمع.

وأكد الفنان صبرى فواز، إن الهجمة ضد المبدعين بدأت عندما استضاف الإعلامى وائل الإبراشى، سجانات ليؤكدن اهتزاز صورتهن بسبب مسلسل سجن النسا، وكذلك ما تعرض له الكاتب أحمد ناجى، عندما تمت محاكمته على جملتين فى رواية، والنيابة أحالته للمحكمة، إذن ما معنى أن مشهد فى فيلم يتم تحميله مسؤولية، إفساد المجتمع وانهيار الذوق العام، لذلك أنا اقترح كتابة توصية تقدم لمجلس النواب.

فيما قال الناقد طارق الشناوى أن الأزمة الحقيقية ليست فى من لجأ للقضاء ولكن فى القوانين وأضاف أن الجزء النظرى فى العملية أنك لا تستطيع مصادرة حق أحد فى أن يقيم دعوى قضائية وهذا حقه لكن ما يحدث أن هذا اقرب إلى نظام الحسبة فيجب أن تلغى ذلك فهناك فيلم تم إجازته من الرقابة إذا كان خادشًا للحياء من وجهة نظرك اتهم الرقابة لا أصحاب العمل نفسه فالقوانين هنا هى السبب، أن الحكم يستند إلى أن مصر دولة إسلامية ولابد أن تطبق المعايير الدينية وإذا حدث ذلك لن يظهر أى مصنف فنى وبالتالى لابد من سد الثغرات العديدة التى فى رأى أن مردودها سيئ وكان لابد أن تتحرك الجهات السينمائية سريعًا.

وفى نهاية المؤتمر الصحفى توصل ضيوف المؤتمر إلى اقتراحين وهما تقديم مذكرة لرئيس مجلس النواب ورئاسة الجمهورية والنائب العام، وثانيًا تنظيم وقفة أمام البرلمان.