ظهر الوجه الحقيقى الواقف خلف الأحداث الفوضوية والتخريبية فى تونس، عندما ارتفعت أعلام «داعش» فى الشوارع، وتعالت الأصوات المنادية بتطبيق الشريعة، وتراجعت الأصوات التى كانت تنادى بتوفير فرص العمل وتهاجم الحكومة وتتهمها بالفشل فى مواجهة المشاكل الاقتصادية.
إذن الشعارات التى خرج تحت رايتها العشرات من الأشقاء التونسيين، فى مظاهرات، وأعمال تخريب، وحرق وتدمير، وسلب ونهب، للمطالبة بتوفير فرص عمل، ما هى إلا غلاف من ورق السوليفان، يخفى فى باطنه كل مخططات داعش، بمساعدة الإخوان والسلفيين معا.
هنا كان الدرس البليغ الذى تلقاه محمد البرادعى رسول الغرام للإخوان من التجربة التونسية، مفاده أن فكرة استيعاب جماعة الإخوان وحلفائهم فى العملية السياسية التونسية، ثبت فشلها بالأدلة القاطعة والممارسة السياسية على الأرض، وأن النموذج المصرى فى التعامل مع هؤلاء الإرهابيين هو النموذج الصحيح.
بحسابات العقل وكل أدوات المنطق، لا يمكن أن تجلس مع إرهابى يحمل سلاحا فى يد، وقنبلة فى اليد الثانية، ويرتدى حزاما ناسفا حول وسطه، ويسكن عقله كل أنواع المؤامرات والخيانة مع الجهات والدول المعادية للوطن، ثم تطلب منه أن ينخرط فى العملية السياسية وتوفر له المنابر والتحركات الشرعية!!
لذلك فإن الدعوات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك وتويتر» والتى تدعو للخروج فى مظاهرات حاشدة ضد النظام الحالى، ما هى إلا دعوات مغلفة بورق السوليفان الشيك، داخله «صندوق» ممتلئ بالحقيقة المرة وتصرخ أن الإخوان ورفاقهم وراء هذه الدعوات، لتمهيد وتطهير الطريق أمام داعش المتربص خلف كل ساتر، منتظرة الفرصة لتنقض بمخالبها على أمن واستقرار البلاد.
ما كشفته الأحداث فى تونس، وظهور الأعلام والرايات الداعشية ترفرف فى الشوارع التونسية، إنما يبعث برسالة خطيرة للمصريين فحواها واضح وجلى، أن جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاءها بعد فشلها الذريع فى الحشد، لجأت إلى داعش لتسليمها المفتاح وراية القتل والتخريب والتدمير وإسقاط البلاد.
«داعش» التى خرجت من رحم جماعة الإخوان، تحمل الراية لتنفيذ المخططات الرامية لهدم الأوطان، وتصنع ما فشلت فيه الجماعة الأم، وتعلم كل العلم أنها لا يمكن أن يتحقق لها مشروعها الفضوى فى المنطقة إلا بالحصول على مفتاح القاهرة، قلب المنطقة النابض، والسيطرة على هذا القلب، يمكنها من السيطرة على الجسد كله.
الحقيقة أن ما تفعله جماعة الإخوان من دعوات الشحن والتسخين على مواقع التواصل الاجتماعى لحث الناس للخروج فى مظاهرات اليوم فى الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وبعيدا عن حجم القبح والخيانة المزروع فى قلب الجماعة الإرهابية، كشفت لنا أيضا حقيقة الذين يعيشون بيننا تحت عباءة الثورة والحريّة والديمقراطية والدولة المدنية، من عينة زومة العاشق والمشتاق، ومرضى «السلس الثورى» ورسول الغرام الإخوانى محمد البرادعى أفندى، وغيرهم كثر.
هؤلاء المتلونون سياسيا، والمجيدون للعبة الكراسى الموسيقية على المسرح السياسى، أخطر على مصر من الجماعات الإرهابية بقيادة الإخوان وداعش، وهو ما كشفته مواقفهم من الأحداث الصاخبة طوال الخمس سنوات الماضية.
هؤلاء المتلونون يسكنون أحشاء الشباب الجاهل معرفيا رغم حصوله على مؤهلات دراسية، بكلام معسول، وشعارات براقة من عينة الحرية والديمقراطية، والدولة المدنية، والعداء للمؤسسة العسكرية، والشرطة والقضاء، مع تمرير أكاذيب حقيرة، ومعلومات مشوهة، ومخيفة، مثل تنكر الأمن فى شخصية بائع الموز فى وسط العاصمة حاليا.
وبمجرد إطلاق الشائعة سرعان ما تلتقط اللجان الإلكترونية طرف الخيط، وتنشر صورة بائع موز يرتدى نظارة، على أنه رجل شرطة، وتنتشر الصورة، ويتعاطى معها فارغو المعرفة، على أنها حقيقة.
وعندما تبحث عن أصل الصورة، وحكايتها، تكتشف حجم الخزى والفضيحة، وعار الجهل، وأن الصورة منذ عام 2013، لشخصية حقيقية تدعى عم عبداللطيف بائع الموز الصعيدى، الذى يهتم بمظهره، وشخصيته معلومة لكل من حوله.
الواقعة، التى تعد بين آلاف وقائع الكذب، تكشف حقيقة فريق المتلونين، وعبده مشتاق، ومرضى «السلس الثورى»، وأنهم أخطر على مصر من داعش والإخوان، وتوضح أيضا الوضع المحزن شديد البؤس الذى وصلت إليه عقول عدد كبير من المصريين.
دندراوى الهوارى
اليوم.. «داعش» والمتلونون فى مواجهة بائعى الموز بشوارع القاهرة
الإثنين، 25 يناير 2016 12:00 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة